المهند
27-09-2005, 12:31 PM
لقد دخلتم التأريخ ولكن ..
مؤيد الحمداني
في يوم من الأيام وقف أعرابي على بئر زمزم وبال فيه , فأحضره العسس إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور فسأل الخليفة الأعرابي عن سبب فعلته النكراء , فقال : لقد أردت أن أدخل التأريخ , فأجابه الخليفة .. لقد دخلت.. خذوه واضربوا عنقه ...
وعندما وقّّع الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفد ونال بسببها جائزة نوبل للسلام خلده التأريخ وألصق اسمه مع المشاهير ولكن في باب خيانته لشعبه وللمسؤولية التي تقلدها كرئيس لجمهورية مصر العربية , ولا زال التأريخ يذكر ويدرّس اسمه في المدارس والجامعات الغربية على أنه البطل الذي حقق السلام بينما لم يتوقف نزيف الدم الفلسطيني يوما واحدا حتى هذه اللحظة .
وخلّد التاريخُ من قبله أبا رغال الذي قاد جيش أبرهة الحبشي إلى الكعبة بيت الله الحرام حتى صار مضربا للأمثال في الخيانة والغدر وتدنيس النفس والعرض .
ولا تنتهي الأمثلةُ عند حد فلكل أمة من الأمم أمثلة وأمثلة في الخيانة والخونة وتمكين العدو من الوطن لغرض استباحة أهله وأعراضهم , فيكون مضربا للأمثال , ويتحوّل اسمه إلى شتيمة , و تنفي عشيرته نسبته إليها أو تتبرأ منه وتتحرج الأجيال تلو الأجيال من لقب يشترك فيه معهم ولا يكاد هذا الحرج ينتهي أبدا .
ويبقى الأعداء يتباهون بهذا الخائن ويرفعون ذكره وربما يصنعون له نصبا كبيرا ويعزونه كما في الذين نصبوا لأبي لؤلؤة المجوسي نصبا لازال رافعا رأسه بينهم وهم يزعمون أنهم أحفاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ولا زال البعض يدخل التأريخ بنفس الطريقة وسيبقى هناك دوما من يدخل التأريخ بأي طريقة , فالتأريخ واسع صدره , لا ينسى أبداً من طرق بابه بخير أو بشر ....
وفي وطني ....
ووطني عراق بين النهرين وعلى ضفافهما نشأ ... يحمل في ذاكرته بعض الخونة , كبارا وصغارا ...
أما الكبارُ فحَقّ له الآن أن يَدخل بهم منضومة دينيس للأرقام القياسية .. وأمّا الصغارُ من كُتّاب التّقارير المسترزقين تارة كرفاق حزب وأُخرى كمؤمنين , فلا حد لهم ولا حصر وإن شئت سألت الأكفّ والألسنة والآذان التي قطعها الطاغوت أو ملفات المخابرات والاستخبارات ومديريات الأمن ومن قضوا فيها أو خرجوا منها بلا وطن وبلا مال وبلا أهل وربما بلا .. بلا حتى تمل بلا من ذا بلى , ثم عد واسأل المساجد التي أُهينت والأجساد التي تُلقى كل يوم على درب الإيمان والتقوى والفضيلة في أطراف بغداد مقلعةٌ عيونها , ممزقةٌ وجوهُها , مشرّمةٌ شفاهها , مجدعةٌ أنوفها , مبقورةٌ بطونها , مقطعّة أياديها التي ترفع لله شواهدها توحده وهذا ذنبها وما ارتكبتْ غيره وفي جباهها علامات سجودها لله ربها ....
وفي وطني ... يرفع البعض من خان الوطن
ويعتز وهو يرفع عقيرته بالإيمان ليل نهار بمن قال لابن صهيون سيدي .. وتختن في تل أبيب من دينه , وفض هناك بكارته , ولو سألتهم ؟؟؟ قالوا سننتخبه فهو الأجدر والأحسن والأفضل ... وهو الأعلم وليتني أعلم ما مقياس العلم لديهم كي أفقه معنى الأعلمية ؟؟ فمطاطات المصطلحات كثيرات في هذا الزمن , تسمح بالرفع وبالخفض , وتعلن عن مرحلة أخرى من طمس الحق .
فلسان حال من هم في هذا المقال مقصدي ممن باع أهله .. وضيّع وطنه ... ووقف ضد أسرته وعشيرته واشترى بكرامتهم رضا غيرهم حبيبنُا .. صديقنا .. رفيقنا .. عزيزُنا .. خيارُنا .. ومن لنا , غير الذي يبيعهم , ليشتري رضاءَنا ..... هذا ببساطة فقههم .. وهذا هو أقصى فهمهم .
فأنى لنا اليوم أن نأتي بأبي جعفر المنصور الذي لا زال ينظر نصبُُ في بغداد إلى كثيرين يحومون حوله يريدون الشر به وكأنه يقول .. لقد دخلتم التأريخ ... خذوهم فاضربوا أعناقهم .
فهنيئا لمن دخل التأريخ فعلا ولكن .... من بولة الأعرابي .
مؤيد الحمداني
في يوم من الأيام وقف أعرابي على بئر زمزم وبال فيه , فأحضره العسس إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور فسأل الخليفة الأعرابي عن سبب فعلته النكراء , فقال : لقد أردت أن أدخل التأريخ , فأجابه الخليفة .. لقد دخلت.. خذوه واضربوا عنقه ...
وعندما وقّّع الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفد ونال بسببها جائزة نوبل للسلام خلده التأريخ وألصق اسمه مع المشاهير ولكن في باب خيانته لشعبه وللمسؤولية التي تقلدها كرئيس لجمهورية مصر العربية , ولا زال التأريخ يذكر ويدرّس اسمه في المدارس والجامعات الغربية على أنه البطل الذي حقق السلام بينما لم يتوقف نزيف الدم الفلسطيني يوما واحدا حتى هذه اللحظة .
وخلّد التاريخُ من قبله أبا رغال الذي قاد جيش أبرهة الحبشي إلى الكعبة بيت الله الحرام حتى صار مضربا للأمثال في الخيانة والغدر وتدنيس النفس والعرض .
ولا تنتهي الأمثلةُ عند حد فلكل أمة من الأمم أمثلة وأمثلة في الخيانة والخونة وتمكين العدو من الوطن لغرض استباحة أهله وأعراضهم , فيكون مضربا للأمثال , ويتحوّل اسمه إلى شتيمة , و تنفي عشيرته نسبته إليها أو تتبرأ منه وتتحرج الأجيال تلو الأجيال من لقب يشترك فيه معهم ولا يكاد هذا الحرج ينتهي أبدا .
ويبقى الأعداء يتباهون بهذا الخائن ويرفعون ذكره وربما يصنعون له نصبا كبيرا ويعزونه كما في الذين نصبوا لأبي لؤلؤة المجوسي نصبا لازال رافعا رأسه بينهم وهم يزعمون أنهم أحفاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ولا زال البعض يدخل التأريخ بنفس الطريقة وسيبقى هناك دوما من يدخل التأريخ بأي طريقة , فالتأريخ واسع صدره , لا ينسى أبداً من طرق بابه بخير أو بشر ....
وفي وطني ....
ووطني عراق بين النهرين وعلى ضفافهما نشأ ... يحمل في ذاكرته بعض الخونة , كبارا وصغارا ...
أما الكبارُ فحَقّ له الآن أن يَدخل بهم منضومة دينيس للأرقام القياسية .. وأمّا الصغارُ من كُتّاب التّقارير المسترزقين تارة كرفاق حزب وأُخرى كمؤمنين , فلا حد لهم ولا حصر وإن شئت سألت الأكفّ والألسنة والآذان التي قطعها الطاغوت أو ملفات المخابرات والاستخبارات ومديريات الأمن ومن قضوا فيها أو خرجوا منها بلا وطن وبلا مال وبلا أهل وربما بلا .. بلا حتى تمل بلا من ذا بلى , ثم عد واسأل المساجد التي أُهينت والأجساد التي تُلقى كل يوم على درب الإيمان والتقوى والفضيلة في أطراف بغداد مقلعةٌ عيونها , ممزقةٌ وجوهُها , مشرّمةٌ شفاهها , مجدعةٌ أنوفها , مبقورةٌ بطونها , مقطعّة أياديها التي ترفع لله شواهدها توحده وهذا ذنبها وما ارتكبتْ غيره وفي جباهها علامات سجودها لله ربها ....
وفي وطني ... يرفع البعض من خان الوطن
ويعتز وهو يرفع عقيرته بالإيمان ليل نهار بمن قال لابن صهيون سيدي .. وتختن في تل أبيب من دينه , وفض هناك بكارته , ولو سألتهم ؟؟؟ قالوا سننتخبه فهو الأجدر والأحسن والأفضل ... وهو الأعلم وليتني أعلم ما مقياس العلم لديهم كي أفقه معنى الأعلمية ؟؟ فمطاطات المصطلحات كثيرات في هذا الزمن , تسمح بالرفع وبالخفض , وتعلن عن مرحلة أخرى من طمس الحق .
فلسان حال من هم في هذا المقال مقصدي ممن باع أهله .. وضيّع وطنه ... ووقف ضد أسرته وعشيرته واشترى بكرامتهم رضا غيرهم حبيبنُا .. صديقنا .. رفيقنا .. عزيزُنا .. خيارُنا .. ومن لنا , غير الذي يبيعهم , ليشتري رضاءَنا ..... هذا ببساطة فقههم .. وهذا هو أقصى فهمهم .
فأنى لنا اليوم أن نأتي بأبي جعفر المنصور الذي لا زال ينظر نصبُُ في بغداد إلى كثيرين يحومون حوله يريدون الشر به وكأنه يقول .. لقد دخلتم التأريخ ... خذوهم فاضربوا أعناقهم .
فهنيئا لمن دخل التأريخ فعلا ولكن .... من بولة الأعرابي .