المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدوّ يهودي في إسلام أباد!



منصور بالله
24-09-2005, 07:16 AM
عدوّ يهودي في إسلام أباد!

القدس المحتلة - خدمة قدس برس

المقال التالي، المنشور في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، في عددها الصادر الثلاثاء20 من أيلول2005؛ يرصد تطوّر العلاقات الباكستانية - الإسرائيلية، من العداء المعلن إلى التصالح المعلن أخيراً.

ويركز الكاتب الإسرائيلي يهودا ليطاني على دور محمد أسد وتجربته مع الدبلوماسية الباكستانية، وهو المعروف بموقفه المناهض بشدة للدولة العبرية.

لكنّ ليطاني يذهب إلى الحديث عن اتصالات سرية بين باكستان والجانب الإسرائيلي تعود إلى الخمسينات من القرن العشرين، بدون علم محمد أسد في ذلك الحين. إذ يذكر ليطاني أنّ وزير خارجية باكستان آنذاك، ظفر الله خان، «أقام محادثات سرية مع سفير إسرائيل في الأمم المتحدة أبا إيبان، هدفت إلى تنسيق المواقف بين الدولتين»، كما جاء في مقاله.

لم تبدأ العلاقات بين باكستان وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة في لقاء وزيري الخارجية في الدولتين، أو في المصافحات بين آرائيل شارون ورئيس باكستان برفيز مشرف في أروقة الأمم المتحدة. بل بدأت العلاقة الباكستانية مع إسرائيل في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وتشهد بذلك القصة الآتية.

إنّ من كان القائم بأعمال سفير باكستان في الأمم المتحدة في الخمسينات، محمد أسد، بدأ طريقه في مدينة ليفوف «لمبيرغ» في غاليتسيا التي وُلد فيها في عام 1900 باسم لايبليه، وبعد ذلك ليوبولد فايس، لعائلة محافظة على التراث. وقد تولّى جده الحاخامية في تشارنوفيتش في منطقة بوكوفينا.

بعد أن ترك الدين وأصبح صحفياً في فيينا؛ وصل في عام 1922 لزيارة القدس عند أبناء عائلته من قبل أمه، وهي عائلة بايغن باوم. وهنا اتصل بجهات معادية للصهيونية، وأخذ يرسل إلى الصحيفة في ألمانيا تقارير إخبارية تؤيد نضال عرب أرض إسرائيلضد الصهاينة.

في سن السابعة والعشرين قرّر لايبليه اعتناق الإسلام، وغيّر اسمه ليكون محمد أسد، وخرج لدراسة الدين الإسلامي في مكة. عُين أسد مستشاراً خاصاً للملك (عبد العزيز) ابن سعود، ومقابل ذلك أخذ ينشر مقالات وأبحاثاً في موضوعات دينية (...) وقد استدعي أيضاً إلى بلاط الأمير عبد الله في الأردن، حيث حظي بتكريم كبير.

وبسبب نزاع في البلاط الملكي السعودي؛ اضطر أسد للانتقال إلى الهند، حيث تمسك بحماسة بفكرة إقامة دولة مستقلة لأبناء الأقلية المسلمة في شبه القارة الهندية. لقد حرّر صحيفة باللغة الأوردية نشر فيها مقالات تعيب السلطة البريطانية، وعقب ذلك اعتقله البريطانيون أثناء فترة الحرب العالمية الثانية كلها. وفي نهاية الأربعينات أصبح أسد شريكاً في نضال باكستان للاستقلال.

وبعد الحصول على الاستقلال؛ عُيّن في مناصب رفيعة في الحكومة الباكستانية، وفي سنة 1952 أصبح قائماً بأعمال سفير في الأمم المتحدة. وذكر من كان عضواً في الوفد الإسرائيلي للأمم المتحدة، الراحل جدعون رفائيل، أن أسداً «كاره بارز لإسرائيل». لم يعلم أسد في ذلك الوقت بأنّّ وزير خارجيته، ظفر الله خان، قد أقام محادثات سرية مع سفير إسرائيل في الأمم المتحدة أبا إيبان، هدفت إلى تنسيق المواقف بين الدولتين. لكن ما لم يعلمه رفاقه في الوفد الباكستاني للأمم المتحدة هو أنّ أسداً نفسه أجرى لقاءات سرية في نيويورك مع ابنة عمه حمدة، وزوجها تسفي زندر، الذي كان آنذاك الناطق باسم الوفد الإسرائيلي للأمم المتحدة.

ومع إنهاء ولايته في الأمم المتحدة، فصم أسد علاقاته بباكستان، وأخذ يُدرس الدين الإسلامي، في الجزائر ابتداءً، وبعد ذلك في معهد الأزهر في القاهرة. كانت المحطة الأخيرة للفتى اليهودي، البرتغال، حيث توفي في نهاية الثمانينات. كتب قصة حياته في سيرة ذاتية جذابة سُميت «الطريق إلى مكة». بعد نحو خمسين سنة من خطبته التي تبث السّم ضد إسرائيل من فوق منصة الأمم المتحدة؛ قرّرت الدولة التي كان من بين منشئيها الاعتراف بالكيان الصهيوني الكريه إليه.