المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التثقيف الذاتي و مخاطره



عبدالغفور الخطيب
23-09-2005, 10:21 AM
التثقيف الذاتي و مخاطره :

التثقيف الذاتي ، مصطلح يدل على قيام من يريد التثقف أن يترك تلك المهمة على عاتقه هو وحده ، ودون غيره .. فيتجه وجهات يعتقد هو أنها صحيحة ومفيدة ، ولكنها ليس بالضرورة أن تكون كذلك ..

ان الشاب وهو يتحرك نحو فعل تثقيف نفسه ، قد دفعته مجموعة عوامل قد يكون لها الدور الأهم في شكل الثقافة التي سيكون عليها .. وبالتالي قد تسهم تلك الثقافة في تشكيل شخصيته و تفاصيل السلوك العام له .. ان عوامل دفع شخص ما الى نوع معين من الكتب و المجلات تتمثل بما يلي :

1 ـ قد يكون هذا الشخص ، قد سمع إطراء أو تبجيلا من مدرسه ، أو رفقته في المدرسة ، لحسن تعبير ، أو لذكر معلومة ، خارج المنهج الدراسي ، فعمل له ذلك محفزا للبحث والاستزادة من مصادر مختلفة ..

2 ـ وضع الأسرة الثقافي ، و توفر مكتبة في البيت ، يخلق أجواء مشجعة على المطالعة ، خارج المناهج الدراسية ..

3 ـ وجود مثل أعلى ذا ثقافة ، سواء من الأسرة أو الأقارب ، أو المدرسين ، يدفع المقلد لتتبع ما يقرءون سواء بالاستعارة منهم ، أو شراء نسخ مثيلة لما يملك هذا المثل الأعلى ..

4 ـ الحالة الفسيولوجية العامة للشخص ، ففي أعمار المراهقة ، يكون فيض الطاقة في أشد شكل له عند مثل تلك الأعمار .. وستكون قصص وروايات لكتاب مثل كولن ولسون والبيرتومورافيا ، وغيرهم .. هي المفضلة في مثل تلك الأعمار ، لاقتناص ما يناغي ذلك المخزون الشبابي من الطاقة .

5 ـ القدرة الشرائية للشاب ، تحدد الى حد كبير نوعية ما يشتري من كتب ومجلات .. حيث تتبارى بعض دور النشر لتسويق بعض الكتب الكاسدة ، بتطوير الغلاف ولصق بعض صور الإغراء .. أو حتى تعدل من اسم الكتاب وتدخل عليه بعض الفصول الجاذبة ، مع تقليل ثمن الكتاب !!

مخاطر التثقيف الذاتي :

قد يدس الكاتب في مادة كتابه رؤية فلسفية يتبناها الكاتب كمذهب أيديولوجي ، فتتسلل الى صلب الحوار بالرواية ، كما يفعل ماركوزا و سارتر ، و كولن ولسون ، ومعظم الكتاب بالحقيقة أبناء فلسفات معينة .. فرؤية ( المجد ) عند برتراندراسل هي غيرها عند توفيق الحكيم .. وشيئا فشيئا ، يلتزم القارئ بفلسفة الكاتب الذي يقرأ له .. ويصبح هو أو أبطال روايته بمثابة المثل الأعلى عند القارئ ..

كما أن هذا المثقف تتصلب عنده بعض خواص السلوك المتأثر بالمواد التي قرأها .. فطريقة الكلام .. واختيار جمل الحوار تكون متماهية مع ما قرأ ..

ان هذا المثقف أو مشروع المثقف ، سيصبح عبئا ضارا على المجتمع ، حيث يصبح ينتابه إحساس بالغربة في مجتمعه .. ويكون قابل للهجرة و عدم الاهتمام بمجتمعه ومستقبل بلاده !!

عبدالغفور الخطيب
23-09-2005, 10:23 AM
الثقافة الموجهة .. ما لها و ما عليها :

لقد رأينا كيف أن التثقيف الذاتي ، ممكن أن يسهم في تكوين الشخصية الثقافية و الفكرية و بالتالي المفاهيمية و السلوكية للفرد . و كيف أن تلك الحالة قد تصنع مبشرين دخلاء على واقع الأمة ، يسهمون في التشويش على حراس صبغة الأمة و مكوناتها ..

وقد انتبهت كثير من الحكومات العربية لتلك الحالة ، و حاولت وقف انتشارها بوسائل عدة منها :

1 ـ مراقبة المطبوعات ، وعدم التصريح بطبع أو تداول ، أصناف معينة منها .

2 ـ تحصين الأجيال بثقافة مضادة ، لما قد يتسرب من تلك المطبوعات ، أو الأفكار الى داخل المجتمع من خلال :

أ ـ المناهج المدرسية ، والتعليمية بشكل عام ..
ب ـ إقامة المسابقات والمهرجانات و صرف الجوائز ، لمن يسهم في وقف الأفكار الدخيلة على المجتمع ..
ج ـ الإيعاز الى خطباء ووعاظ المساجد ومن يتكلمون بالمآتم و المناسبات الدينية ، أن يقوموا بدورهم في تحصين من يستمع اليهم ..
د ـ الايعاز للصحف والمجلات الموالية للأنظمة الحاكمة ان تقوم بمهامها المنسجمة مع توجه الدولة في ذلك .
هـ ـ استغلال وساءل الاعلام المسموعة و المرئية في ذلك ..

3ـ وبالرغم من ذلك ، فان الأفكار تتسرب من خلال الطلبة الدارسين في الخارج ، ومن خلال ادخال بعض الكتب و أشرطة الفيديو و الأشرطة الصوتية ، ومن ثم جاءت ثورة الفضائيات و الإنترنت ..فكان لا بد من تطوير العمل التحصيني من تلك الأفكار من خلال :

أ ـ الإيعاز لأجهزة وزارات الداخلية و المخابرات في محاصرة بؤر تداول الأفكار من خلال منع ترخيص المنظمات الحزبية و الأدبية التي تسهم في ذلك ..

ب ـ تنشيط مستوى أداء الموالين للأنظمة في التسابق على نفس القنوات التي يدخلها المعارضون في أفكارهم .. ليدخلوا معهم بمساجلات قد تقودهم الى الاعتقال ، اذا لم يتم قمعهم بوسائلهم ..

ان التثقيف الموجه من الحكومات الذي كان قوامه :

1 ـ تمجيد الدولة الحاكمة ، و إضفاء طابع الحكمة و الحنكة على قائدها ..
2ـ المبالغة في تسفيه من تجعله الدولة خصما لها .. والتفنن في اختيار القصص التي تحشد الكارهين لهذا الخصم .
3 ـ تبرير مفاسد الدولة ورجالاتها ، و تكذيب كل ما يقال عنها ، حتى لو كان ماثلا للعيان ..
4 ـ إلباس الدولة لباس ديني وطني غيور ، من خلال إبراز بعض المظاهر الخادعة ، لتسويقها لدى المواطنين على أنها دولة وطنية ، لا ينقصها سوى المزيد من الالتفاف الجماهيري حولها ..

ان تلك المقومات للتثقيف الموجه الذي كان يود ( تشفير ) كل مصادر المعلومات الأخرى ، عدا التي تصدر منه خلق ما يلي :

1 ـ زيادة حجم المسكوت عنه .. لدرجة أن ما يصدر عن الدولة ، أصبح لا يقنع حتى العاملين والموالين لها ..
2 ـ خلق ثقافة مضادة من مصادر معلومات ، استلهمت طرق الدولة في التسفيه ، حتى أصبح الفكر المعارض ، من المستحيل أن يلتقي مع فكر الدولة في نقطة يمكن التوافق حولها ..
3ـ ان النقطتين السابقتين ، جعلتا المواطن أمام حاجة للتحصن من فكر الدولة وفكر المعارضة في آن واحد ..
4ـ غاب عن أداء أجهزة التثقيف الموالية والمعارضة ، ما يهم المواطن ، فانحط الفكر الاقتصادي ، وانحطت إرادة تطوير الأبحاث العلمية والإجتماعية ، حتى بات ما يطرح من أفكار ، من خلال الأشعار و الروايات والمسلسلات التلفزيونية لا تعادل قيمته ، أثمان الورق الذي يكتب عليه ..

عبدالغفور الخطيب
30-09-2005, 09:53 AM
كيف السبيل الى تحسين صورة المثقف العربي ؟؟


كان العرب في كل مكان في أواسط القرن الماضي ، ينظرون للمثقف نظرة إعجاب ، بل نظرة اطمئنان . فالذين لم يكونوا على قدر كاف من الثقافة ، كان اذا مر بهم أحد المثقفين ، وهم جلوس في مقهى أو على قارعة الطريق ، فانهم يقفون إجلالا و احتراما له ، واضعين أيديهم على صدورهم يعبرون عما يكنون في أنفسهم تجاه ( الأستاذ) ، حيث كانوا يطلقون عليه تلك العبارة التي يحبها هو ويحبون أن يمنحوه إياها على أساس عمق النظرة المتفائلة له ..


وقد يكونوا على حق في هذه الصورة من التبجيل و التوقير لهذا المثقف ، كيف لا وهو يشرح لهم أخطار الإمبريالية و الصهيونية ، و مفاسد الحكومات العميلة ، و قرب تحرير فلسطين ، وتحقيق الوحدة العربية .. انه الأمل بالنسبة لهؤلاء البسطاء .. و عندما يعتقل ذلك المثقف لأسبوع أو أسبوعين أو شهر أو سنة .. فانه يصبح حديث أولئك البسطاء كبطل و شهيد ..


وما أن استلمت الأطياف المثقفة الحكم في بعض الدول العربية ، و قامت بنفس الأدوار التي كانت تقوم بها الحكومات التي كانت قبلها .. وما أن فقدت الأمة ما تبقى من فلسطين .. وما أن تعمقت صورة الدولة القطرية على أيدي أصناف شبيهة بتلك التي كان يبجلها و يوقرها البسطاء .. حتى اختلفت الصورة.

أما بتلك الدول التي لم يسعف مثقفيها الحظ باستلام الحكم ، فقد كان سقوطهم بانضمامهم الى الحكومات القائمة ، واحدا بعد الآخر .. فقد دب اليأس و الملل في نفوسهم بشكل مبكر ، حتى قبضوا ثمن تمثيلهم الاقتراب من الشعب ، بمنصب من لدن الحكومات التي كانوا يناصبونها العداء ( انتقادا ) ..

اذا مر هذا المثقف من أمام الجمع الذي كان يمر به أيام زمان ، فانه سيمر بسيارة ذات نوافذ ضد الرصاص و زجاج قاتم ، حتى لا يراه أحد .. وان مر سائرا على قدميه ، وهو احتمال نادر ، فان من كان يقف بوجهه سيشيح بوجهه عنه و يتبع ذلك بكلمة قاسية ان لم تكن ( بصقة ) ..

فكره الناس لأمثال هؤلاء ، أكثر من كرههم لرجال الدولة ، الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا كما هم .. أما المدعين و المتغيرين ، فان كرههم لأنهم أصبحوا رجال دولة و قبل كل ذلك لأنهم كاذبين ..


ان الخطاب الذي يبثه المثقفون العرب منذ أكثر من قرن ، وبمختلف الارتكازات الفكرية ، يمينا أو شمالا أو وسطا .. ما فتئ أن يفقد بريقه شيئا فشيئا حتى ، لم يعد بلا بريق فحسب ، بل أصبح مثيرا للاشمئزاز . لم يعود المثقف قائدا مقبولا ولا مرشدا مقبولا ، ولا حتى واعظا مقبولا ..


قد يكون السبب بالدرجة الأولى ، هو وردية أحلام المثقفين التي لا يتناسب لونها مع أحلام الكادحين ، ولم تربط يوما معهم برابط الا رابط ( كاذب ) .. فحزب العمال والفلاحين والجماهير الكادحة و صغار الكسبة و المثقفين الثوريين لم يحفظ من كل تلك المسميات الا كلمة واحدة ، وهي المثقفين و تنازل عن كل الأسماء بما فيها صفة الثوريين للمثقفين ..


ليس العيب بالفكر إطلاقا ، انما العيب بتمثل هذا الفكر في القائمين عليه ، فان المثقف الذي كان يعتبر نفسه عمود البيت ، نسي أنه يجب أن يربط بأوتاد البيت ، وان أراد المثقف ترميم صورته عليه مراعاة ما ذكر ، عله يكفر عن أخطاء قرن كامل ..

عبدالغفور الخطيب
03-10-2005, 02:36 PM
سقطات يقع بها المثقف قد تصلب شخصيته الثقافية السيئة :


تنمو المعلومات في ذاكرة الإنسان ، من خلال رفدها بروافد جديدة تضيف على مخزون الإنسان .. وبقدر ما يجمع الإنسان من معلومات ، سواء بالقراءة أو السفر أو المحادثة أو الاستماع .. وبقدر ما يستطيع أن يدعم نشاطه المهني و الذهني ، بما لديه من رصيد معلوماتي ، بخفة وعدم ابتذال .. بقدر ما يستحق لقب مثقف ..

و تجد هناك الكثير من الأدعياء الذين يتصرفوا و كأنهم مثقفين ، فمجرد ما وقعت يديه على كتاب و قرأه ( بفهم أو دون فهم ) .. فانه يباشر باستخدام ما قرأ في حديثه ، و أحيانا في كتاباته ، وكأنها حقائق مطلقة ..

ويستطيع من لديه وعي متوسط أن يتعرف على هؤلاء من خلال ما يلي :

1 ـ ارتفاع صوته أثناء الحديث ..
2ـ المقاطعة المستمرة لمن يتحدث معه ، مع عدم أخذ فرصة للاستماع لما يقول.. بل أثناء حديث محاوره ، تجد شفتيه تلعبان لتقوم بالنطق بما حضره على استعجال ..
3 ـ استخدام عبارات متكررة .. مثل بالعكس .. اسمح لي .. بمناسبة ودون مناسبة .
4ـ استخدام عبارات التقرير قبل كل جملة يقولها ، كأن يقول : اذا لم يعمل الناس كذا فانهم سيدخلون جهنم ، أو إقرأ على العرب السلام الخ ..
5ـ ذكر اسم كتاب أو مؤلف لكتاب أو أن ينسب لما شاهد بالتلفزيون ، عدة مرات أثناء الجلسة ، حتى لو تغير محور الحديث عدة مرات .. فانه لا يفتأ ذكر شخصيته المحببة !!
6 ـ التعميم السريع ، لكل ما يذكر أمامه .. فما أن تذكر قضية حدثت في بلد ما حتى يبادر في سرد قصص قد تكون كلها كاذبة أو قد استعملها في الهجوم على أبناء بلد آخر في مناسبة أخرى ..
7ـ الفحش بالحديث والسباب ، كأن يلعن و يشير بأسوأ العبارات الى من يذكره محاوره ..

ان الجدلية ( الديالكتيك ) وان كان المثقفون العرب يستخدمونها و ينسبونها (لهيغل) و (إنجلز) .. فقد استخدمها المعتزلة قبلهم بقرون طويلة .. و كان أبو سعيد السيرافي أفضل من كان يطوع تلك الجدلية في حديثه و محاكمته للحوار الذي يدور حوله .. وحواره في حضرة الخليفة ( المعتضد ) مع ابي البشر متي بن يعقوب معروفة ..

فالجدلية تصقل رصيد المثقف ، فيطرح ما هو ممجوج من مدخراته الثقافية ويخزن ما هو راقي و متفق عليه في معشر المثقفين .. وهل يستوي من يخزن قمحه مع القش و التراب والغريب من البذور ، مع من يخزنه صاف منقى مغربل ، يستخرج منه وقتما شاء جاهزا قابلا للاستعمال ..

وان أراد أن يكون بالصورة المثلى ، عليه أن يصغي مليا فيما يتحدث فيه محاوره ، ثم يتناوله بكل أدب وهدوء .. ويتراجع عما كان غير مقنع من مدخراته و يخزن ما تم الاتفاق عليه بحضور أمثاله من المثقفين ..

كما أن الاستماع و تقبل المفاجئات بحديث الآخرين .. يفتح أمام المثقف محفزات جديدة للبحث فإن كان كذلك .. فستبقى روافد ثقافته تمده بماء عذب ، لا يسمح بنمو الفطريات و العفونة على ما لديه من مياه راكدة ..

عبدالغفور الخطيب
01-12-2005, 03:36 PM
المثقف مهماز ومجس في آن واحد :

المهماز أداة يعرفها الفلاحون و الفرسان ، وهي تستخدم في حث الركوبة على المضي قدما و بهمة عالية ، و المجس أداة قد تكون عضوية كقرون الاستشعار عند الحشرات لتلمس طريقها ، وقد تكون جامدة من الجمادات لكنها تؤدي غرض قرون الاستشعار ، عندما توضع في آلة لمعرفة درجة حرارتها ، أو تنظيم كمية توريد مدخل الى المركب الخ ..

مع فارق التشبيه ، ومع احترامي للجنس البشري ، الذي كرمه رب العالمين ، فان ايراد تلك التوطئة ، كانت فقط لتوضيح صميمية الترابط بالجانب الوظيفي للمثقف ..

فلو كان المثقف ، يرسل ولا يستقبل ، لأصبح مثل أجهزة الهاتف التي ، ينذر أصحابها بوجوب الدفع قبيل قطع الخدمة عنهم .. وان كانت الحالة معكوسة بهذا المثل .. ولو كان يستقبل ولا يرسل ، لأصبح مثل الأرض التي تسقى ، ولا يصرف ماؤها ( يبزل) .. فتزداد ملوحتها ، ولا تعود تصلح للزراعة ..

ان مهمة التحريض عند المثقفين ، من خلال كتاباتهم ، لن تكون ذات جدوى عندما يكون المثقف ، يقيم في المهجر ، أو يقيم بين المجتمع و لكن لا يراه .. تماما كمراقبي الخطوط الجوية عندما يفقدوا الصلة بطائرة ما ، فانها ممكن أن تهوي و تقتل ما فيها ، وممكن أن تقصف من على الأرض ، حتى المراقب نفسه . فإرسال المراقب و أهميته تلتصق تماما مع كونه في حالة مراقبة تامة للطائرة المكلف بمراقبتها ..

ولو كان المثقف يقرأ ويقرأ ، ليلا نهارا ، ولا يقوم بترجمة ما قرأ ، أو ينفثه كأحد المدخلات الانتاجية في عملية تثقفه ، فان التخمة أو عسر الهضم الثقافي ، أو ازدياد ملوحة بيئته الثقافية يجعله غير قابل لإنتاج أي شيء مفيد للمجتمع ، فمقابل دخول هناك خروج ، ومقابل ري هناك صرف ..