المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتراف الأمريكي .. والمقاومة التي لا تقهر



lkhtabi
20-09-2005, 02:38 PM
قال السفير الأمريكي في العراق زلماى خليل زادة : انه يهدف إلي كسر ظهر المسلحين ، وأنه لا يمكن هزيمة المسلحين بالعمل العسكري وحده ، بل هناك حاجة أيضا لمخطط سياسي لعزل وإضعاف مكانتها في المجتمع العراقي.

كما أكد أنه علي الدول المجاورة للعراق عدم استغلال الوضع المتأزم في العراق لتحقيق مصالحها الخاصة ، مضيفا ان سورية ما زالت لا تفعل ما فيه الكفاية للمساعدة في تهدئة الأوضاع في العراق.

التعليق :

في تعليق أشبه ما يكون بالاعتراف بالهزيمة الأمريكية العسكرية في العراق خرج هذا التصريح الواضح بل قد أطلق عليه بعض المحللين ' الاعتراف الأوضح على الإطلاق من مسئول دبلوماسي أمريكي ' ..

لقد قال السفير الأمريكي ' إنه لايمكن هزيمة المسلحين بالعمل العسكري وحده '!! وكأن كل هذه الجيوش الجرارة وكل تلك التكنولوجيا العسكرية التي لا تقهر وكل تلك الطائرات والدبابات والمدرعات والمخابرات وغيرها يقدمهم أكثر من 130 ألف جندي قد صارت قاب قوسين أو أدنى من إعلان الهزيمة على ملأ من العالم أجمع .. هل هذا معقول ؟!

نعم لقد تكاثرت الأنباء على معقولية ذلك وتكاثرت التصريحات على معقوليته بل على حدوثه فعليا وهذا هو التصريح الأخير يأتي اليوم ليتوج صحة الأخبار الحقيقية والواقعية على انتصار المقاومة الأبية على الآلة العسكرية الأمريكية الشرسة ..

لقد بدا التخبط الأمريكي واضحا في العراق بشدة .. وتزداد الصورة وضوحا كلما اقتربنا من الواقع ..

لقد حدد السفير الأمريكي الجديد لدى العراق زلماي خليل زاد العناصر الرئيسية التي سترتكز عليها سياسته في المرحلة المقبلة , وفي نقاش صحافي دار في مقر السفارة الأمريكية في لندن، قال السفير خليل زاد ان السياسة التي سيتبعها في عمله في العراق سترتكز علي سبعة عناصر رئيسية، أولها العمل علي وضع رؤية موحِّدة هدفها الجمع بين طموحات العناصر الطائفية والعرقية الرئيسية الثلاثة في العراق ـ وهي السنة والشيعة والأكراد ـ فيما يتعلق بمستقبل العراق، وأي نظام سياسية وأي نوع فيدرالية يريدونها في العراق , وقال : نحتاج إلي اتفاق سياسي يتوصل إليه الشعب العراقي بكل أطيافه، لكي يكون لهم دور في صياغة مستقبل البلاد، كما نحتاج إلي المؤسسات القوية التي تعكس هذا الاتفاق والتي من شأنها تعزيز سيادة القانون، وكي يضع العراقيون ثقتهم فيها. كذلك نحتاج ان نضع دستورا جديدا يجسد هذا الاتفاق !

وقال السفير ان العنصر الثاني في سياسته الجديدة وفي عزل المسلحين سيكون تدريب قوات الأمن العراقية لتمكينهم من تولي زمام الأمور علي المدي البعيد والحلول مكان القوات الأمريكية.
وشدد السفير خليل زاد علي انه سيعمل أيضا علي إيجاد حالة من التعاون الإيجابي بين العراق والدول المجاورة.

أما العناصر الأربعة الأخري التي سترتكز عليها سياسة السفير في العراق، فهي تتمثل في تقوية وتعزيز قدرات الوزارات، والعمل علي وضع دستور جديد للبلاد، والتعاون مع العراقيين أنفسهم وشرح المواقف الأمريكية لهم، وتنظيم الانتخابات.
والواقع الذي يفرض نفسه أن تلك العناصر السبعة ما هي إلا تكرار واضح لنفس ما قد سبق وحدده المسئولون العسكريون والدبلوماسيون الأمريكيون في العراق وخارجة منذ أن احتلت أمريكا العراق ومازلنا نرى تلك العناصر تتهاوى الواحدة بعد الأخرى ..

فالجمع بين طموحات الطوائف المختلفة في العراق قد بان فشله واستحالة الوصول إليه حيث تمثل الشيعة العقبة الكؤود في ذلك بل تحاول إيران إكمال المثلث الشيعي الذي تريده والتي تعد لأجله منذ عقود طويلة خصوصا وقد حانت لها الفرصة القوية مع وجود حكومة شيعية تملك زمام الأمور السياسية – من وجهة النظر الإيرانية - , فإيران هي الحريصة الأولى على عدم إيجاد صيغة توافقية تتساوى فيها الشيعة مع غيرهم من أبناء الوطن العراقي..

أما عن عزل المسلحين بالقوة وعن طريق إنشاء جيش عراقي مدرب كما أسماه السفير فقد بان فشل ذاك المخطط أيضا بعدم جدوى ذلك وبقدرة المقاومة على ضرب هذه الجموع العسكرية العراقية وبث الرعب والخوف في قلوب كل العراقيين الذين يفكرون في الإقدام على التجنيد.

وأما التعاون مع الدول المجاورة , فرغم حاجة الدول المجاورة للتعاون مع الأمريكيين والرغبة فى التقرب والتودد إليهم إلا أن هناك شعورا يتنامى بضعف القبضة الأمريكية على العراق وبقرب إعلان الهزيمة وهو الأمر الذي سيسعد كل الحكومات المجاورة ولاشك وبالتالى فيرى المراقبون أن جميع أجهزة المخابرات في المنظقة المجاورة للعراق تعمل و تنتظر ساعة إعلان الهزيمة الأمريكية لتبدأ فى التنفس من جديد ..

وأما العناصر الأخرى الباقية والتى طرحها زلماى خليل زادة السفير الأمريكي الجديد في العراق فهى كلها قد ثبت فشلها تحت وطأة الضغوط القوية للمقاومة والتى أعلن عنها اليوم المتحدث الاستراتيجي العسكري أمام الكونجرس الأمريكي بقولة : ' إنه في غضون العام لن تستطيع الجيوش الأمريكية البقاء في العراق ساعة '

كما نقلت مصادر صحافية أن مبادرات اتصال حقيقية وصفتها الصحف ب المحمومة جرت في غضون الأسبوعين الماضيين وعلى أكثر من صعيد من جهة الحكومة الأمريكية للتفاهم مع المقاومة !

وتشير المصادر الخبيرة إلى أن الضغط الاستخباراتي الذي تواجهه قوات الاحتلال الأمريكية يحفزها للبحث عن قنوات اتصال بأية جماعة مسلحة داخل العراق حتى ولو لم تكن مؤثرة.

كما أشارت مصادر و دلائل إلى أن الأمريكيين بصدد التحدث مباشرة مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين للتفاهم مع المقاومة وهو الأمر الذي يري مراقبون أنه ربما يكون سببا في العفو الكامل عن صدام حسين وربما يكون مقدمة لعودة الأمريكان خائبين فهل تتحقق تلك الإستشرافات؟!