المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو تم التصويت على الدستور بنعم ؟



عبدالغفور الخطيب
20-09-2005, 01:41 PM
ماذا لو تم التصويت على الدستور بنعم ؟



تنشغل الدوائر الإمبريالية و العربية المبهورة بأداء أمريكا ، بمسألة كتابة الدستور في العراق ( في ظل الاحتلال ) .. و تدفع كل دائرة بتلك المسألة الى الواجهة ، باعتبار تلك المسألة أهم من موضوع الاحتلال نفسه .

وينقسم العراقيون الى قسمين .. قسم يرفض التعامل مع الدستور ، لأنه نتاج غير شرعي لأب (الاحتلال) غير شرعي .. وقسم يريد التعامل مع الدستور ، وهو بدوره ينقسم الى فئتين ، فئة توقع على بياض مع الدستور الذي يريده المحتلون ، وتلك الفئة تعلم جيدا ، أن تلك الفرصة التاريخية لن تتكرر لها يوما من الأيام .. فتريد تثبيت ما يحدث ، باعتباره محطة هامة للتفاوض على وضعها مستقبلا ..

أما الفئة الثانية ، التي لا ترغب بالاحتلال ، ولكنها تجتهد بأن التعامل مع موضوع الدستور سيفوت الفرصة على من يريد بالعراق شرا .. من خلال الحضور بساحات التعامل السياسي ، و اسماع العالم صوت تلك الفئة ..

ورب قائل سيقول : ان تلك الفئة هي الأكثر تعقلا في الساحة العراقية ، فهي من جانب ترضى عما تفعله المقاومة ، وبجانب آخر تسهم في تحديد مطالب الرافضين للاحتلال من خلال تثبيت موقفها بتسجيل ما تعترض عليه .

وقد يذهب هذا القائل بعيدا عندما ، يحمل من يرفض الاحتلال ، عدم المشاركة بالانتخابات التي تشكلت بها ما يسمى ب ( الجمعية الوطنية ) .. فيؤسس على رأيه هذا ضرورة التعامل مع الدستور كي لا يكرر الخطأ في مقاطعة الانتخابات .


لقد فات أصحاب الرأي بضرورة التعامل مع الدستور كمحطة مهمة ما يلي :

1 ـ ان المستفيد الأول من مشاركة رافضي الاحتلال في التعامل مع أي نشاط سياسي ، على هامش الوضع القائم .. هم المحتلون بالدرجة الأولى .. ثم من فرح بقدومهم وسعى له .. فكل مرة يخرج بها من يتكلم باسم المحتلين وأعوانهم ، لا يفتأ عن ذكر المنة التي أعطيت لرافضي الاحتلال بمنحهم كذا عضوا في لجنة كتابة الدستور ..

2 ـ ان الاحتلال و أعوانه عندما يتم مناقشتهم بموضوع وجود المحتل ، سيتشهدون بتلك المشاركات كأساس لتأريخ الخلاف مع المحتل .. لا باعتبار تاريخ غزو العراق كأساس ..

3 ـ ان من يتصفح الوجوه التي احتلت مقاعد ما يسمى ب ( الجمعية الوطنية) هي نفس الوجوه التي كانت تنعق في مؤتمرات أوروبا و شمال العراق ، قبل مجيء المحتل بسنوات ..

4 ـ ان الانتخابات السابقة ، التي لم يعرف أحد كم شارك بها ، ولم يعرف أحد من الناخبين من انتخب و من نجح .. جاءت لشرعنة الوجوه التي تربت في دوائر الغرب المعادي .. وما تلك العمليات الا لتثبيت تاريخ اعلان الوجوه كقيادات ترعى مصالح المحتل ..

5 ـ كما كان في الانتخابات السابقة ، من غياب النزاهة والمراقبة ، والارادة الحقيقية في سير تلك الانتخابات لجعل العراق بيد أبناءه .. فان التصويت على الدستور سيكون مماثلا في سيرورته ونتائجه ..

ماذا لو تم التصويت بنعم على الدستور ؟

ان مأزق المحتل يتسارع تأثيره على توازن المحتل يوما بعد يوم .. وهو يدرك أن بقاءه في العراق بات مكلفا و رافعة تحمل بأمريكا من عظمتها الراهنة لترمي بها في الحضيض .. لذا فانها تراهن على أن يكون الدستور هو المخرج لها من العراق ، وتطمع ان كان هذا الدستور سيبقي على بعض ماء وجهها ..

فأمريكا تعلم ، كما يعلم أي متوسط الفهم السياسي ، بأن الدستور هو ميثاق بين أبناء الشعب ( أي شعب ) ليرشد تحركهم وعلاقاتهم وتناقل السلطة فيما بينهم .. وهذا لن يتأتى الا في حالة التحرر و الاستقرار ..

كما تعلم أمريكا ، أن من جاء معها من عشاق النهب والسلب و الحكم ، ولو بمعونة الشيطان .. لم يستطيعوا حماية أنفسهم في أوج تجلي التواجد الأجنبي في العراق .. فكيف سيحمون مصالح الأجنبي بغيابه ـ وقد اشتاق لعودة جنوده الى بلادهم أحياء حتى لا يعودوا بتوابيت ـ

هذا اذا استطاعوا أن يحموا أنفسهم .. وهذا اذا لم يهربوا قبل الأجنبي نفسه .

فلما هذا اللغط في موضوع الدستور ، ولما تعليق تلك الأهمية عليه ، وهذا شأنه ؟؟

عبدالغفور الخطيب
25-10-2005, 09:12 PM
المراهنة الفاشلة على من تعامل مع مشروع الدستور المسخرة


لم يكن على الإنسان متوسط الدراية الا أن يتأمل لدقائق فقط ، ليعرف ما كانت ستؤول له نتيجة الاستفتاء على ما يسمى ( دستور ) ..

فأمريكا التي اغتالت سيلفادور الليندي الرئيس التشيلي المنتخب عام 1973 والتي احتلت غرينادا و أزاحت رئيسها المنتخب ، لأنه كان صديقا لكاسترو .. وأمريكا ذات السجلات الحافلة في دعم ديكتاتوريات طالما يقف حكامها معها ، و تشكك بكل التفاف جماهيري حول قائد ، طالما أن هذا القائد لا يساير أحلام أمريكا المريضة ..

طالما أن هذه هي أمريكا ، وهؤلاء شركاءها الإمبرياليين الذين زرعوا الكيان الصهيوني في أرضنا العربية ، و طالما مدوه بأسباب البقاء الراهنة ، بعد أن ضحكوا على ذقون المراهنين على عدلهم من سان ريمو وحتى أوسلو ..


من كان يتوقع أن الدستور ( المسخرة) سيفشل بالتعامل معه بصناديق الانتخاب ، كان بكل صدق ، إما غشيم و مغفل ، و إما خبيث و مساهم في إطالة بقاء ظلال العدوان .. فالذي يتوافق مع أحلام المعتدين المريضة ، هو القاعدة التي تنسجم مع المثل القائل ( تريد أرنب خذ أرنب .. وان أردت غزالا خذ أرنب) .

ماذا نقرأ بعد نتائج تمرير مسودة الدستور المهزلة ؟

1 ـ نقطة سجلت لصالح المعتدين ، وهي أنها استطاعت خلق مزاج عام في شريحة كانت تحسب على قوى الرفض للتعامل مع العدوان و ما يترتب عنه ، هذه الشريحة التي كانت تشترك في لجان صياغة الدستور .. و من ثم الطلب من أتباعها بالذهاب للصناديق و التصويت ب ( لا ) .. وهذا بحد ذاته اعتراف ضمني بواقع الاحتلال و وجوب التعامل معه ..

2 ـ ان هذا المصير الذي آل اليه التعاطي مع التصويت على الدستور .. يجب تذكره لدى هؤلاء المراهنين ( الواقعيين ) في وجوب التوقف عن الاستمرار فيما بعده ، حتى لا يؤسس على تلك السلسلة الباهتة من التعاطي مع المحتل على أنها القاعدة الأعم !

3 ـ اذا كان التصويت في 30/1/2005 قد تم بطريقة أشبه بلعبة ( الدنمبلة) اذ كان التصويت على أرقام لا توحي بشيء .. الا أن تقود لتسيد الأرانب .. بعد أي فرز للأصوات .. فما هي الفائدة من بقاء تلك المراهنات ؟

4 ـ من زاوية أخرى ، فان الاستعجال الأمريكي ، بتسلسل كل تلك الخطوات يوحي بعمق الأزمة التي يمر بها من هو على رأس الحكم بأمريكا .. فكل يوم يتأخر به الانسحاب يحمل معه آلاف المفاجئات على أصعدة مختلفة ، فالداخل الأمريكي المأزوم إقتصاديا و فكريا ، بات الحراك داخله ينذر بأخطار لا أحد يستطيع توقع توقيتها و شكلها ..

5 ـ ان أصحاب الفزلكة القائلة بوجوب تسهيل الخروج الأمريكي طالما أنه يود الخروج ، لا تعدو كونها هذر فارغ لا يوحي بصلابة شكيمة و إرادة تتناسب مع حجم الأذى الذي تأذى به العراق دولة و شعبا و رمزا عربيا و اسلاميا للكرامة . فالمعتدي يجب أن يلعق جراح هزيمته و يدفع ثمن عدوانه لا أن نسهل عملية الإخراج لهزيمة مشرفة له !!

باسل قصي العبادله
26-10-2005, 02:07 AM
صدقت و الله يا أخي عبد الغفور و يعطيك الله العافيه على ما تمتعنا به من كتابات و تحليلات قيمه ومفيده جزاك الله عنا خيرا.