المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدمة أمريكا.. مقاومة طالبان الجديدة على طريقة 'الفلوجة'



الفرقاني
19-09-2005, 05:11 PM
صدمة أمريكا.. مقاومة طالبان الجديدة على طريقة 'الفلوجة'



تقارير رئيسية :عام :الاثنين 15 شعبان 1426هـ – 19 سبتمبر 2005م



مفكرة الإسلام: في الوقت الذي لا ترى فيه الإدارة الأمريكية إلا سيناريو واحدًا تريد أن تطبقه بحذافيره في العراق وأفغانستان ـ وهما الدولتان اللتان اجتاحتهما الولايات المتحدة بقواتها العسكرية وأزاحت نظامي الحكم الشرعيين فيهما وواصلت احتلالهما ـ تشير الدلائل والمؤشرات على أرض الواقع إلى أن المفاجآت تظل تتوالى لإظهار مدى عجز ذلك السيناريو الأمريكي.

وبالرغم من مواصلة الإدارة الأمريكية لهذا السيناريو المتمثل في التحرك على صعيد إظهار وجود مناخ سياسي وعملية ديمقراطية تجري في العراق وأفغانستان من خلال إقامة انتخابات رئاسية هنا وانتخابات برلمانية هناك وتنصيب حكومة هنا وتدريب قوات محلية هناك، تسير المقاومة في كلا الدولتين وفقًا لأجندة مختلفة تمامًا واضحة المعالم كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية أنها أجندة واحدة في العراق وأفغانستان لأن القضية في كلتا الدولتين قضية واحدة.



فمع مغيب شمس أفغانستان يتحرك أحد أهم الرجال المطلوبين لسلطات الاحتلال والحكومة الأفغانية الموالية لها في محافظة غزنة على طريق ريفي مستقلاً دراجته البخارية، وهذا الرجل يدعى محمد داود وهو يبلغ من العمر 35 عامًا، وهو قائد أكبر الوحدات المقاتلة التابعة لإمارة طالبان الإسلامية التي كانت تحكم أفغانستان حتى أواخر عام 2001 في منطقة غزنة التي تبعد مسافة 100 ميل جنوب غرب العاصمة الأفغانية كابول.

وتقول نيوزويك: إن الوضع اختلف اليوم عما كان عليه إبان حكم طالبان لأن داود هاهو يسافر على متن دراجته البخارية وليس معه سوى حارس خاص واحد على متن دراجة أخرى، وبينما يقود داود دراجته البخارية في هذا الطريق مع غروب الشمس تستعيد ذاكرته مشاهد من الأشهر الأولى التي أمضاها مطلع العام الجاري.



وفي حديث لمراسل نيوزويك يقول القائد داود: 'إنني عدت من العراق في الحقيقة، وعدت محملاً بالعديد من الأمور التي رغبت بشدة في أن أوصلها إلى مقاتلي طالبان هنا على أرض أفغانستان ليستفيدوا منها ومن الدورس والتجارب التي خضتها في العراق'.

ويضيف القائد في حركة طالبان: 'إنني أريد أن أنسخ ما عاينته في العراق ليكون واقعًا نعيشه في أفغانستان، لأنني أعتبر وبكل يقين أن وسائل وروح المقاومة العراقية تستحق التمجيد والتقدير لأقصى درجة'.

وتقول نيوزويك إنه لمشهد غير واضح وغير مفهوم أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأفغان كانوا يستعدون لكي يدلي أكثر من 12 مليون ناخب أفغاني بأصواتهم في انتخابات برلمانية هي الأولى من نوعها في أفغانستان منذ عام 1969، بينما تواصل المقاومة العراقية في بغداد والمقاومة الأفغانية في كابول حملتهما الشرسة لجعل البلدين هوة سحيقة للمحتلين.

ورغم تنظيم المقاومة التي تنفذها حركة طالبان في أفغانستان إلا أن نيوزويك تلفت إلى أنه حتى الآن لا يمكن تصور أن تشهد الأراضي الأفغانية في الوقت الراهن حجم العمليات القتالية والهجمات والضربات المسلحة ضد الاحتلال وأعوانه بنفس الشكل الذي يجري في العراق الذي يمكن أن يشهد في يوم واحد سقوط أكثر من 150 قتيلاً في ضربة واحدة أو ضربات متفرقة.

وعلى الرغم من هذا، يؤكد القائد داود وزعماء طالبان الآخرون لنيوزويك أنّ النزاع مع الاحتلال وأعوانه داخل أفغانستان من المؤكد أنه يدخل مرحلة فريدة من نوعها وهذه المرحلة سمتها الرئيسة أنها تستلهم ملامحها من المسرح العراقي وما يشهده من بطولات.



ووفقًا لما تنقله نيوزويك عن قادة طالبان فإن الخريجين من المعسكرات التدريبية في المثلث السني العراقي الذي أذاق قوات الاحتلال ولايزال مرارة الهزيمة والخوف؛ يعودون ثانية إلى أفغانستان وهم مسلحون بأحدث وأرقى الأساليب القتالية المتطورة فضلاً عن رصيد هائل من الحماس المتجدد للحرب والصراع ضد الغرب والاحتلال.

وفي هذا السياق يؤكد القائد داود أنّه لمس بالفعل ارتفاع الروح القتالية المتفجرة والزخم الحماسي لدى المقاومة في العراق وعمل على نقل كل هذا الزخم لمقاتلي طالبان الذين يعملون تحت قيادته حاليًا وعددهم يصل إلى ثلاثمائة مقاتل في غزنة.

أما الضبّاط العسكريون الأمريكيون في أفغانستان فإنهم يدّعون أنهم لم يعثروا حتى الآن على مؤشرات كافية تثبت وجود تعاون حقيقي بين المقاومة العراقية وحركة طالبان التي تواجه الاحتلال في أفغانستان.



لكن نيوزويك تنقل عن مسؤول عسكري أمريكي كبير رفض أن يتم نشر اسمه نظرًا لحساسية المنصب الذي يشغله أنه قال: 'عدم وجود مؤشرات على تعاون واضح بين طالبان والمتمردين العراقيين لا يعني الجزم بأن مثل هذا التعاون مستحيل الحدوث أو أنه أمر غير وارد عمليًا، بل كل ما هنالك أنه لو بدأنا ننظر إلى هذا الأمر فعلاً وإمكانية حدوثه فإن القلق الذي سينتابنا سيكون مخيفًا بحق'.

أما كبار الضباط الأفغان والقيادات العسكرية الحكومية في أفغانستان والتي تعمل بالتنسيق مع الاحتلال فإنهم لم يخفوا أن قلقهم من التعاون بين مقاتلي العراق ومقاتلي أفغانستان بات حقيقة واقعة، حيث يقول وزير الدفاع الأفغاني الموالي للاحتلال عبد الرحيم وارداك: 'إن قوّات طالبان منظّمة ومسلّحة وشرسة وهي الآن في حالة أفضل وأكثر قدرة من أي وقت مضى منذ نهاية 2001'.

ويضيف وزير الدفاع الأفغاني: 'كوادر طالبان الآن عندهم رجال أكثر، ولديهم أجهزة ومعدات ولا ينقصهم التمويل، وأضحوا أكثر خبرة في التعامل مع المتفجرات والقنابل التي يتم التحكم بها عن بعد، وإننا في الوضع الأشد سوءًا الآن في الحقيقة، ولاشك لدينا في أن تنظيم القاعدة تمكن بصورة أو بأخرى من جلب فريق من المدربين العرب المقاتلين من أصحاب الخبرات من العراق لتعليم مقاتلي طالبان أحدث وأفضل الأساليب القتالية المتطورة على مختلف الأصعدة'.



وتقول نيوزويك إنه وبعد أن تمت الانتخابات الرئاسية في أفغانستان في أكتوبر من عام 2004، وبعد أن مرت هذه العملية بسلام نسبي بدأ المسؤولون الأمريكيون والأفغان يصفون طالبان بأنها على وشك أن تصبح مجرد ذكرى، وبدأوا ينعتونها بأنها 'قوة مستهلكة منتهية'، وأن مقاتليها لم يعودوا قادرين على تنفيذ أية نشاطات عسكرية ذات قيمة حقيقية وثقل.

لكن نيوزويك تلفت إلى حقيقة أن تنظيم القاعدة في ذلك الوقت كان يسير باستراتيجية مختلفة تمامًا حيث كان يلفت نظر مقاتلي طلبان إلى حتمية التطلع إلى المقاومة الجارية في العراق والتوجه إليها والنهل منها، والآن يعترف وزير الدفاع الأفغاني بأن زعيم القاعدة أسامة بن لادن من الواضح أنه نجح بالفعل في مساعدة طالبان في أن تكون ذات قوة تسليحية وقتالية بصورة تفوق كل ما كان يمكن أن تقدمه إيران والعراق وباكستان، على حد قوله.



وتنقل نيوزويك عن عبد الرحيم وارداك قوله: 'عندنا معلومات بأن مقاتلي طالبان تسلموا أسلحة وعبوات متفجّرة جديدة'.

ويقول دبلوماسي أوروبي لم يرد أن يُكشف عن اسمه بسبب حسّاسية الموضوع: 'من المحتمل جدًا أنه وبسبب الدعم المالي المتزايد من الخارج نجحت طالبان في تحقيق هذه النقلة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار إمكانية مرور المقاتلين بين العراق وأفغانستان خلال إيران'

وتتعرض نيوزويك إلى أحد قادة طالبان الميدانيين الذين استفادوا من خبرات واستراتيجيات تنظيم القاعدة يدعى حمزة سنجاري وهو يعتبر قائد طالبان في محافظة خوست.



حيث يقول القائد سنجاري إنه وفي وقت متأخّر من السنة الماضية تلقى دعوة من الشخص الموسوم بأنه مبعوث ابن لادن الرئيس إلى المقاومين في العراق وهو يدعى عبد الهادي العراقي.

ويضيف سنجاري البالغ من العمر 36 عامًا أنّه رحّب بهذه الدعوة واعتبر أنها فرصة ثمينة لكي يعاين التدريب الميداني المتقدّم في المثلث السني العراقي بنفسه، ويقول: 'لقد سمع الله دعائي واستجاب لطلبي وقد كنت أدعو الله أن أرى المجاهدين في العراق كيف يعملون وأتعلم منهم'.

وتشير نيوزويك إلى أن سنجاري قائد طالبان في خوست سافر في ديسمبر الماضي إلى العراق وكانت تصحبه مجموعة منتقاة من ثمانية من مقاتلي حركة طالبان وعدد من الآسيويين وخمسة من مقاتلي تنظيم القاعدة العرب.

وحول قصة سفره إلى العراق يقول سنجاري : إنه انتقل مع رفاقه على متن الدراجات البخارية من محافظة بلوشيستان في باكستان والتي تقع جنوب أفغانستان حاملاً معه رسالة من عبد الهادي العراقي، ثم عبر مع رفاقه إلى الحدود الإيرانية، وكان الليل غير المقمر يسود الطريق، وعن طريق بعض القوافل المسلحة التي تعمل بعيدًا عن مرأى السلطات تم نقل المجموعة التي على رٍأسها سنجاري إلى أعماق إيران، وظل سنجاري ورفاقه يتنقلون من يد بعض من تصفهم السلطات بـ'المهربين' إلى يد آخرين حتى أوائل شهر يناير الماضي، وفي النهاية نجحوا في عبور الحدود الصحراوية بين إيران والعراق وأصبحوا داخل العراق.

وقد قضى سانجاري وقته في العراق يرافق فدائيي المقاومة العراقية ويجول في بلدات عُرفت ببسالتها ضد الاحتلال الأمريكي وأعوانه مثل الفلوجة والرمادي، وكذلك في مناطق الصحراء البعيدة.

ويقول سنجاري القائد في حركة طالبان إنّه كان يلقى الترحيب والحفاوة حيثما حل في العراق من قبل رجال المقاومة العراقية.



ويضيف: 'إننا لم نر استقبالاً حسنًا وترحيبًا كريمًا مثلما وجدنا في العراق، وإن من أعجب ما رأينا مدى روعة تسليح المجاهدين العراقيين ومدى جودة تدريباتهم ورأينا أن لديهم تنظيمًا محكمًا ودقة في كل الخطوات، ولقد مكثنا أربعة أسابيع في معسكر للتدريب يسمى 'عشاق الحور'، ورأينا الأولاد والشباب يتدربون على القيام بالعمليات الاستشهادية'.

ووفقًا لما يرويه للنيوزويك قال سنجاري إنه التقى بمقاتل اسمه أبو ناصر وعلّمه كيف يمكنه استعمال الأسلحة الثاقبة للدروع وتفكيك الصواريخ وأعطاه دورات في استخدام 'آر بي جي'، واستعمال المتفجرات بأحدث الوسائل وأكثرها حنكة وتطورًا.

كما كان هناك مدرّب آخر اسمه أبو عزيز قام بتدريبه على تصنيع واستعمال الأنواع المختلفة من الأدوات والمؤقّتات التي يتم التحكم فيها عن بعد في إعداد القنابل والعبوات الناسفة والألغام الأرضية.

وكان هناك مقاتل يدعى أبو سارة قام بمقابلة القائد سنجاري مسؤول حركة طالبان العسكري في محافظة خوست الأفغانية وعلمه كيف يمكن إعداد الكمائن لقوات الاحتلال والقوات المتعاونة معها وكيف يمكن تنفيذ معارك مسلحة وقتال شوارع على أعلى مستوى من المهارة والاحتراف.

ويشير سنجاري إلى أنه كان دائمًا في العراق يسمع أصوات المعارك المسلحة الدائرة بين رجال المقاومة والمحتلين، حتى إنه تطوع للقتال ذات مرة ضمن صفوف المقاومين العراقيين لكن مدربيه أخبروه أن هذا غير ممكن لأنه هناك استراتيجية أهم لابد من الالتزام بها تتمثل في حتمية عودته إلى أفغانستان بالخبرات التي اكتسبها لكي تكون طالبان على أعلى درجة من الإتقان والخبرة والحنكة في مواجهات المستقبل مع الاحتلال في أفغانستان.



وعندما تكلّم القائد سنجاري مع نيوزويك كان ذلك في منزل من الطين على حدود باكستان، وكان يتعافى من جرح أصيب به جراء تلقيه رصاصة في كتفه.

ويقول كل من سنجاري وداود أن التدريبات التي تلقياها في العراق كانت جد مفيدة وجد مهمة، ورغم أن قصتيهما متشابهتان إلى حد بعيد إلا أن كلاهما يؤكد أنه لم يلتق بالآخر.

ويقول سنجاري: إن رجاله كانوا يعتمدون على الألغام الأرضية التي تركها الاحتلال السوفيتي في تفجير آليات الاحتلال ودورياته العسكرية، لكن وبسبب خبرات أبي ناصر وأبي عزيز التي تم نقلها من العراق، أصبحت حركة طالبان الأفغانية تستطيع أن تجهز متفجراتها بنفسها الآن وترتجل العبوات الناسفة وتزرعها باقتدار وتتحكم فيها عن بعد.

وتؤكد نيوزويك أنه وبعد سنوات من إزاحة حركة طالبان عن السلطة فمازالت الحرب في أفغانستان مستمرة في ظل أن حركة طالبان لم يعد يعجزها التسليح ولا التمويل ولا تجنيد المقاتلين الجدد، بل إن القائد داود يشدد على أن أعداد مقاتلي طالبان تضاعفت في منطقته ثلاث مرات من 100 مقاتل إلى 300 مقاتل منذ السنة الماضية فقط.

وقد أبدى القائد سنجاري إعجابه بطريقة المقاومة العراقية التي تقوم بها عندما تصور بالفيديو بين الفينة والأخرى عملية تفجير لإحدى آليات قوات الاحتلال، كاشفًا عن حقيقة إعداد حركة طالبان لأفلام فيديو مشابهة تظهر عملياتها ضد المحتلين ويتم نشر هذه الأفلام قرب الحدود مع باكستان.

وفي النهاية تظل الحقيقة الأكيدة التي تظهرها دراسات ووقائع ملموسة على الأرض تتمثل في أن الوسائل والأساليب التي ابتكرتها وطورتها المقاومة في العراق تشكل رافدًا شديد الأهمية في تطوير كفاءة المقاومة داخل أفغانستان لأنها تعطي حركة طالبان ليس فقط القدرات القتالية والتسليحية الأفضل والأخطر، ولكن لأنها في الوقت نفسه تمد طالبان بالزخم الروحي والمعنوي على مواصلة قتال قوات الاحتلال والقوات الموالية لها.

كما يؤكد التقرير وجود دروب يسلكها المجاهدون الأفغان للوصول إلى العراق، مما يفتح الطريق أمام تعاون لوجستي بين المجاهدين في العراق وأفغانستان، لا يقتصر على تبادل الخبرات، ولكن أيضًا تبادل السلاح والعتاد والمجاهدين أيضًا، وهو ما يمكن أن يكون له أثر قوي وقريب على إنهاك قوات الاحتلال الأمريكية في الحربين.





إعداد: أحمد أبو عطاء

ahmadaboataa@islammemo.cc

lkhtabi
19-09-2005, 07:50 PM
اللهم لك الحمد كما ينبغي ليجلالك يادالجلالي والاكرام

فدائيي الاسلام
20-09-2005, 11:09 AM
المدربين المقاتلين من أصحاب الخبرات من العراق لتعليم مقاتلي طالبان أحدث وأفضل الأساليب القتالية المتطورة على مختلف الأصعدة'

الله اكبر الله اكبر الله اكبر