المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب ونهايـة العصـر الأمـيركي



عاشق بغداد
18-09-2005, 01:43 AM
منقول عن جريدة الإتحاد الإماراتية

*********************

حدث تحول جذري في النصف الثاني من عمر الثورات العربية الأخيرة في أوائل الخمسينيات، بعد هزيمة يونيو- حزيران 1967 بالنسبة للموقف من الولايات المتحدة الأميركية• وتطور هذا الموقف تدريجيا من التعامل معها وهي التي ناصرت إسرائيل ودعمتها أثناء العدوان إلى التحالف الاستراتيجي الكامل معها، يتنافس العرب مع إسرائيل على إرضائها• ويسرقون الدور التقليدي الذي قامت به إسرائيل، حليف أميركا في المنطقة وكما حدده هرتزل وبن جوريون جسر الغرب إلى الشرق• فالعرب أقدر على رعاية المصالح الأميركية من إسرائيل بما لديهم من إمكانيات نفطية ومالية وأسواق وعمالة وموقع استراتيجي طالما حرصت أميركا عليه بإدخال المنطقة العربية الإسلامية في دائرة نفوذها عن طريق الأحلاف المباشرة، مثل حلف بغداد في أوائل الخمسينيات حتى الحلف الإسلامي في منتصف الستينيات أو غير المباشرة، بالتدريبات العسكرية المشتركة أو قواعد عسكرية لأسطولها أو اتباع سياساتها العربية والإقليمية والدولية•
بدأ هذا التحول بما عرف بعد هزيمة يونيو- حزيران 1967 باسم ''وقفة مع الصديق'' والمقصود به الاتحاد السوفيتي• إذ أنه لم يورد كل عقود السلاح المتفق عليه مع العرب تعويضا لتدميره أثناء الانسحاب من سيناء في •1967 كما أن نوعية السلاح أقل من نوعية السلاح الذي تعطيه أميركا لإسرائيل• ثم ازداد التحول غربا بقبول ''مبادرة روجرز'' للسلام التي لا تخرج عن إطار قرار الأمم المتحدة 242 بالانسحاب من الأراضي المحتلة• ثم ازداد الانحراف غربا في الجمهورية الثانية بعد حرب أكتوبر عندما قيل إن 99 % من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط عامة، والصراع العربي الإسرائيلي خاصة في أيدي الولايات المتحدة الأميركية• وإن بيدها مفاتيح الحرب والسلام• وبعد زيارة رئيس الجمهورية الثانية في مصر للقدس في نوفمبر 1977 واتفاقيات كامب ديفيد في 1978 ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 1979 تأكد الدور الأميركي كدور وحيد في الصراع العربي الإسرائيلي• وفي نهاية عصر الاستقطاب وبداية العالم ذي القطب الواحد منذ أوائل التسعينيات وبداية عصر الهيمنة الأميركية الجديد بدت أميركا وكأنها هي الوحيدة القادرة على صنع السلام أو شن الحرب• فبدأت محادثات مدريد، واتفاقيات أوسلو، وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، وكامب ديفيد الثانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين• وتمت صياغة خريطة الطريق كحل دائم للقضية الفلسطينية ولا تبتعد كثيرا عن مبادرة السلام العربية، انسحاب كامل في مقابل التطبيع الكامل• ومازالت الولايات المتحدة هي اللاعب الرئيسي في الصراع إيجابا أم سلبا بالنسبة للمستوطنات والجدار العازل والحل النهائي•
والبعض يبحث في سجل التاريخ عن الصفحات الناصعة في تاريخ العلاقات العربية الأميركية منذ رفض أميركا العدوان الثلاثي على مصر في 1956 بعد تأميم قناة السويس حتى الضغط الحالي على إسرائيل لإيقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفرض خريطة الطريق وربما مقايضة فلسطين بالعراق•
أصبحت أميركا عاملا رئيسيا في كل جانب من الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي والعالم الإسلامي• بيدها الحل والعقد• تقدم مشاريع الشرق الأوسط الكبير والمتوسطية• وتضع جدول أعمال لإصلاح المنطقة وفي مقدمتها الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمجتمع المدني، والأقليات، والمرأة•
وأصبحت الحديث العلني والسري على كل لسان• فبعد سيادة المحافظة الجديدة والمسيحية الصهيونية على ذهن الإدارة الأميركية وقع العدوان على أفغانستان ثم العراق، وأصبح التهديد ماثلا كل يوم ضد سوريا بذريعة الإرهاب، ولبنان بحجة تطبيق قرار الأمم المتحدة 1519 لنزع سلاح حزب الله من جنوب لبنان وضمان أمن حدود إسرائيل الشمالية، وإيران بحجة احتمال امتلاك أسلحة نووية وصواريخ يصل مداها إلى مدن إسرائيل، والسودان بحجة دارفور، وليبيا بحجة مساندة الإرهاب قبل أن ترضخ ليبيا لمطالب الغرب والولايات المتحدة، ومصر لحصارها من الشمال والجنوب أو من الداخل بدعوى ملف حقوق الإنسان•
تتحالف معها النظم العربية، خوفا منها، ولاتقاء شرها، ولمساعدتها في الاستمرار في دفة الحكم ضد تململ الشعوب من التمديد والتوريث وقوانين الطوارئ والأحكام العرفية• وتسرع النظم في تنفيذ توجيهات الولايات المتحدة بالاعتراف بالحكومة العراقية وإرسال الممثلين الدبلوماسيين لها، وإدانة المقاومة في فلسطين والعراق تحت مسمى الإرهاب، والاستمرار في قطع العلاقات مع إيران بالرغم من أنها ظهير العرب للدفاع عن فلسطين والعراق والاستقلال الوطني والتعاون النووي، والاستمرار في الخصخصة والدخول في سوق العولمة، والرضوخ لروشتات البنك الدولي في الإصلاح الاقتصادي، بل والسماح بإقامة القواعد العسكرية أو التدريبات المشتركة أو أحلاف الدفاع• فالتحالف مع الخارج أكثر أمنا وضمانا لاستمرار الحكم من التحالف مع الداخل الرافض كلية لنظم الحكم• وهو وهم كبير لأن التحالف مع الخارج مشروط بمصالح الخارج• وقد تتخلى الولايات المتحدة عن حلفائها إذا ما كانوا عبئا عليها أو إذا ما أدوا الأدوار المطلوبة منهم أو إذا ما تغيرت قواعد اللعبة أو إذا ما خرجوا على بيت الطاعة•
ولا يقتصر العامل الأميركي على الحياة السياسية والاقتصادية وحدها بل يتعداها إلى الحياة الاجتماعية والثقافية• فتنشر قيم الاستهلاك ونمط الحياة الأميركي وبرامج التعليم الأميركي من أجل السوق• فالتجارة والحقوق والعلوم السياسية بالإنجليزية• والأسماء والمصطلحات في الطعام والشراب واللباس والإسكان وأسماء الشركات كلها بالإنجليزية• وطلب تأشيرات الدخول إلى أميركا يحتاج شهورا لإصدارها من كثرة الطالبين• وتتندر المسرحيات الساخرة من ''ماما أميركا''، ومن المواطن الذي سمى طفله ''بوش''•
والحقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية ليست بهذه الصورة المتضخمة في الوطن العربي• وليست هي العامل الوحيد الحاسم في حياة الشعوب• فهناك شعوب أخرى تعيش في عصر العولمة ولها مثل مشاكلنا في التنمية والاستقلال، تعطي العامل الأميركي نسبته الصحيحة كأحد العوامل وليس العامل الوحيد• إذ هناك عوامل أخرى مثل الاستقلال الوطني، والإرادة الوطنية، والتنمية المستقلة، والمشاركة الشعبية، والاعتماد على الذات، وتنوع مصادر الاستثمار• فالصين وماليزيا لهما تجاربهما المستقلة•
وتحققان أعلى معدل للتنمية من أميركا نفسها• بل إن منسوجات الصين غزت الأسواق الأميركية دون منافس في السعر أو في الجمال أو في الجودة• واستطاعت ماليزيا استيعاب التلاعب بالعملة، وإقامة نهضتها المستقلة، واتباع سياسات متوازنة بين الشرق والغرب• كما استطاعت تركيا الاعتماد على الشعب وممثليه في مواجهة الضغوط الأميركية للدخول في قوات التحالف لغزو العراق• ومازالت إيران تنتهج سياسة مستقلة تجاه محاولات أميركا نزع سلاحها النووي تحقيقا للأمن القومي الإسرائيلي• ومازالت سوريا صامدة ضد اتهامها بالإرهاب، ومازال الشعب اللبناني يرفض قرار 1519 دفاعا عن استقلال لبنان والمقاومة الشعبية فيه ما دام جزء من أراضيه مازال محتلاً• بل إن دولتين مجاورتين للولايات المتحدة هما فنزويلا وكوبا مازالتا تمثلان تحديا لسياساتها اعتمادا على الشعب ضد محاولات الانقلاب ضدهما• ومازالت أوروبا تحاول الحفاظ على استقلالها من التحالف الكلي معها•
لا توجد قوة أبدية في التاريخ• وكل قوة تخضع لقوانين القيام والسقوط، النهضة والانهيار• وقد تكون بوادر الانهيار الأميركي قد بدأت في الظهور: الانهيار الاقتصادي، وارتفاع أسعار النفط، والحركات المعادية للولايات المتحدة الأميركية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بل في أوروبا وداخل الولايات المتحدة نفسها• أصبح اليمين المحافظ عبئا عليها، وغزو العراق وأفغانستان والقتلى الأميركيون كل يوم جعلها لا تعطي الأولوية لمنكوبي إعصار لويزيانا والمسيسبي الذين تجاوزوا العشرة آلاف في لويزيانا وحدها• وأكثرهم من الأميركيين السود الذين لم ينقذهم أحد لا قبل الإعصار ولا بعده لأنهم لا يملكون ما يُحملون عليه خارج مناطق الإعصار• وقوى الطبيعة أقوى من أقوى دولة في العالم• ''اللهم لا شماتة''•


د• حسن حنفي

ali2004
18-09-2005, 03:15 AM
اللهم أهلك الظالمين وانصر المخلصين

منصور بالله
18-09-2005, 07:12 AM
ومهما اشتد القصف ومهما بلغ العصف ومهما كان حجم الدمار والهلاك لن يعرف العراق الانكسار حتى لو التصق الظهر بالجدار واشتد سواد الليل وابتعد النهار ......ولنا عهد الله سبحانه

المهند
18-09-2005, 08:34 AM
في زمن العولمة ، كل ما تطاله أيدينا ... لهم !
ولا تسألوني .. من هم ؟؟
انهم دائماً ... هم !
في زمن العولمة ...
" دمٌ ماءٌ ... ودمٌ دم " !
ودم يغلي ... ودم يراق ... ودم بلا دم !!
*****
ربما تريدون أن تعرفو معنى العولمة !
هي بإختصار وغباء ...
ربط الشمال بالجنوب ...
والشرق بالغرب ...
ليصبح العالم بأسره ... صليباً كبيراً ... بحجم الأرض !
يصلب عليه كل حرف ..لا يدين بالولاء ...!
وكل فكرة ... تعلن العصيان .....!
وكل قيمة... ترفض الإنحلال ...!
*****
في زمن العولمة ...
لا توجد عبودية ...!!
ولا يوجد عبيد ..!!
.
.
لا تبحث عن القواميس ... ولا عن معاني الكلمات !
ولا تقف كثيراً أمام التذكير والتأنيث !!
ولا أمام الفعل والفاعل !!
فكلنا ... جواري !!
وكلهم ... أسياد وملوك !!
وكلنا ... مفعول به ... مجرور !!!!!!
وكلهم ... فاعل ... منتصر !!

*****
في زمن العولمة ..
تحتاج الصلاة .. إلى نجاسة !!
في زمن العولمة ...
آخر ما يحتاجه الحي .. كي يعيش
... هو إحساسة !
عندما ترى ان للحياة قيمة ...
في زمن العولمة ..
فأنت ... وبكل شرف ..
معتاد ... على سوق النخاسة !!!




.

lkhtabi
18-09-2005, 11:48 AM
إننا لا نـُسالم حتى ونحن منهزمون ولا نـُهادن حتى ونحن راقدون ... نكافح ونحن حفاه ، ونقاوم أعتى طغاه ونستمتع بالجهاد استمتاعهم بالحياة ... حياتنا شرف وموتنا فخر وخيارنا النصر أو الشهادة ...