المهند
15-09-2005, 07:55 AM
أكثر من يستحق الحب والتقدير والاحترام والإكرام من أبناء هذه الأمة هم المجاهدون، الذين هجروا اللذائذ وانبروا كالأسود يدافعون عن مقدسات المسلمين التي تدنس، وعن أعراضهم التي تنتهك، وعن كرامتهم التي تمتهن، وعن ثرواتهم التي تنهب، وعن دينهم الذي يتعرض لحرب شرسة قذرة، يشارك فيها اليهود والصليبيون والملحدون ومن والاهم من منافقي العرب وغيرهم.لقد قرر أولئك الأبطال أن يصدوا الهجمة عن أمتهم وهم يعلمون أنهم أقل عدداً وعدة، وأن الفرق هائل بينهم وبين أعدائهم في موازين القوى، وأنهم يعرضون أنفسهم للقتل أو السجن على أيدي أعدائهم، وأنهم سيلاحقون ويقاتلون ويتهمون وتشوه صورتهم بأيدي وألسنة وإعلام كثير من أبناء جلدتهم، لكن نفوسهم الأبية لم تستطع السكوت وهي ترى دماء أطفال المسلمين تسيل، وأجسادهم تمزق، واستغاثات نسائهم اللائي يغتصبن تدوي، ولا حاكم يجيب ولا جيش يتحرك ولا علماء يحرضون، ولا سياسيين وقادة أحزاب يلقون لهم بالاً، لقد أُعلن بالأمس عن اغتصاب الجنود الأمريكيين لثلاثة نساء مسلمات عراقيات، وتتحدث وسائل الإعلام صباح مساء عن مئات الجثث لأطفال ونساء وشيوخ تحت أنقاض المنازل التي هدمها الأمريكان وعملاؤهم على رءوس أصحابها في تلعفر، وعن ضربها بأسلحة كيميائية، وعن توسيع العمليات لتشمل كل مناطق السنة في العراق، ولم نرَ في عالمنا العربي من خليجه إلى محيطه مظاهرة واحدة تستنكر، ولا حاكماً يدين، ولا جامعة عربية تحتج. الوحيدون الذين تستفزهم هذه الاعتداءات وتحركهم هم المجاهدون، لقد أرسل لي طبيب شارك في حملة إغاثة طبية للفلوجة أثناء الهجمة الأمريكية عليها يقول:{ لقد شاهدت طفلاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يقف في أحد شوارع الفلوجة حاملاً على كتفه قاذفاً مضاداً للدروع، وينتظر مرور الدبابة الأمريكية ليفجرها، فقلت له: لماذا تقف هنا؟! فقال: لأدافع عن عرضي}، لقد هزتني كلمات هذا الطفل، وقلت في نفسي: {إنه والله أشرف من كل أصحاب التيجان والنياشين والرتب والمناصب والعمائم والشهادات الذين لم يتحركوا للدفاع عن أعراضهم وأوطانهم}.
لقد بارك الله تعالى في جهاد أولئك المخلصين الصادقين الجادين، لأنهم حملوا سلاح الإيمان والتقوى والتوكل على الله الذي يفتقر إليه الأعداء، والذي لم ولن يخيب حامله، فها هو نصر الله ينزل على المجاهدين الفلسطينيين، فيقذف الله الرعب في قلوب اليهود، فيفرون من غزة، تاركين أرضاً وجناناً لم يكن أصحاب المقاييس المادية لموازين القوى يظنون أن يخرج اليهود منها، ولطالما سخروا من عقول المجاهدين واتهموهم بالتهور، وأنهم يحملون السلم بالعرض، وأنهم يواجهون المخرز بالكف، ولطالما سخروا من صواريخ القسام وأسلحة المجاهدين البسيطة، وتحدثوا عن استحالة التحرير بالقتال، وأنه لا حل بغير السياسة والضغوط الدولية والتنازلات وطاولة المفاوضات.
وها هو نصر الله ينزل بالمجاهدين في العراق، إذ يشفون صدور المؤمنين كل يوم بمناظر دبابات الاحتلال التي تتفجر، وطائراته التي تهوي، وجنوده الذين يحترقون ويصرخون ويلعنون قادتهم الذين ورطوهم عندما قذفوا بهم في عرين الأسود، وألقوهم في بلاد أولي البأس الشديد.
وها هم جند الله يدخلون المعركة إلى جانب أوليائه، فيقوم أحد الجنود الذي عرف بإعصار كاترينا بإغراق مدن الظالمين وتدميرها فوق رءوسهم، لأنهم أمدوا اليهود بمليارات الدولارات وقدموا إليهم كل وسائل القتل، وشجعوهم على ظلمنا وقتلنا، وأرسلوا بأبنائهم لاحتلال أرضنا وقتل أبنائنا في العراق، وانتخبوا بوش مكافأة له على ولوغه في دمائنا.
وها هو الرعب ينتقل إلى عواصم الظالمين، ويجعلهم يندمون على قراراتهم بغزو بلادنا، ويعرض كبار مجرميهم لغضب شعوبهم فيفقدون جزءاً كبيراً من شعبيتهم.
وبدلاً من أن يُشكر المجاهدون ويكرموا نجدهم يتعرضون للظلم والأذى والملاحقة والقتل أو السجن في ديار العرب والمسلمين، ونجد من قادة الأمة ومثقفيها من يطالب بنزع أسلحتهم، ومن يصفهم بالإرهاب والتطرف، ونجد من حكامنا من يفتحون سجوناً أمريكية في بلادنا، ويتولون التحقيق مع المجاهدين وتعذيبهم نيابة عن الأمريكيين، ونجد دولاً تسمي نفسها إسلامية ثورية تعتقل من لجأ إليهم من المجاهدين، وتسلمهم للأمريكيين أو لحكوماتهم العميلة، ونجد قائداً لحزب إسلامي سبق أن خاض الجهاد ضد اليهود وعرف مرارة الاحتلال، وكنا نؤمل عليه، يهاجم المجاهدين في العراق ويقول: {إنهم إرهابيون وعملاء وتكفيريون حتى وإن قاتلوا الأمريكان}، في الوقت الذي نجده يسكت عن قعود وتقاعس معظم علماء وأبناء مذهبه وتعاونهم مع الاحتلال وإصدارهم دستوراً يقسمه ويبعده عن العروبة والإسلام، ولا يحتج على فتاوى إخوانه وعلى رأسهم السيستاني التي تدفع الشيعة إلى مناصرة الأمريكان والتعاون معهم لقتل أبناء السنة الذين يجاهدون ضد الاحتلال، ولقد رأيناهم قبل أيام يرقصون ويغنون فوق أطلال مدينة تل عفر التي دمروها مع الأمريكان فوق رءوس سكانها.
إن الموقف الذي يقفه معظم حكامنا اليوم من مجاهدي الأمة الأبطال الذين يسطرون كل يوم أروع ملاحم البطولة في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان يذكرنا بأحوال الأمة زمن الاحتلال الصليبي لبلاد الشام، ففي سنة 507هـ جاء صاحب الموصل الأمير مودود بن التونتكين لنصرة إخوانه في دمشق من هجوم كبير للصليبيين عليها، وبعد أن أبلى بلاء حسناً هو وجيشه، وهزم الصليبيين هزيمة نكراء وصدهم، عاد إلى دمشق ودخل إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، وكان يومها صائماً، فقام أحد الباطنيين الحاقدين على السنة بطعنه طعنات عدة أدت إلى استشهاده، فكتب ملك الفرنج كتاباً إلى أمير دمشق طغتكين الذي يقال أنه تآمر مع الباطني على قتله، جاء فيه:{ إن أمة قتلت عميدها يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها}.
د. خالد الخالدي
رئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية بغزة
http://www.alhaqaeq.net/defaultch.a...articleid=34096
__________________
.
لقد بارك الله تعالى في جهاد أولئك المخلصين الصادقين الجادين، لأنهم حملوا سلاح الإيمان والتقوى والتوكل على الله الذي يفتقر إليه الأعداء، والذي لم ولن يخيب حامله، فها هو نصر الله ينزل على المجاهدين الفلسطينيين، فيقذف الله الرعب في قلوب اليهود، فيفرون من غزة، تاركين أرضاً وجناناً لم يكن أصحاب المقاييس المادية لموازين القوى يظنون أن يخرج اليهود منها، ولطالما سخروا من عقول المجاهدين واتهموهم بالتهور، وأنهم يحملون السلم بالعرض، وأنهم يواجهون المخرز بالكف، ولطالما سخروا من صواريخ القسام وأسلحة المجاهدين البسيطة، وتحدثوا عن استحالة التحرير بالقتال، وأنه لا حل بغير السياسة والضغوط الدولية والتنازلات وطاولة المفاوضات.
وها هو نصر الله ينزل بالمجاهدين في العراق، إذ يشفون صدور المؤمنين كل يوم بمناظر دبابات الاحتلال التي تتفجر، وطائراته التي تهوي، وجنوده الذين يحترقون ويصرخون ويلعنون قادتهم الذين ورطوهم عندما قذفوا بهم في عرين الأسود، وألقوهم في بلاد أولي البأس الشديد.
وها هم جند الله يدخلون المعركة إلى جانب أوليائه، فيقوم أحد الجنود الذي عرف بإعصار كاترينا بإغراق مدن الظالمين وتدميرها فوق رءوسهم، لأنهم أمدوا اليهود بمليارات الدولارات وقدموا إليهم كل وسائل القتل، وشجعوهم على ظلمنا وقتلنا، وأرسلوا بأبنائهم لاحتلال أرضنا وقتل أبنائنا في العراق، وانتخبوا بوش مكافأة له على ولوغه في دمائنا.
وها هو الرعب ينتقل إلى عواصم الظالمين، ويجعلهم يندمون على قراراتهم بغزو بلادنا، ويعرض كبار مجرميهم لغضب شعوبهم فيفقدون جزءاً كبيراً من شعبيتهم.
وبدلاً من أن يُشكر المجاهدون ويكرموا نجدهم يتعرضون للظلم والأذى والملاحقة والقتل أو السجن في ديار العرب والمسلمين، ونجد من قادة الأمة ومثقفيها من يطالب بنزع أسلحتهم، ومن يصفهم بالإرهاب والتطرف، ونجد من حكامنا من يفتحون سجوناً أمريكية في بلادنا، ويتولون التحقيق مع المجاهدين وتعذيبهم نيابة عن الأمريكيين، ونجد دولاً تسمي نفسها إسلامية ثورية تعتقل من لجأ إليهم من المجاهدين، وتسلمهم للأمريكيين أو لحكوماتهم العميلة، ونجد قائداً لحزب إسلامي سبق أن خاض الجهاد ضد اليهود وعرف مرارة الاحتلال، وكنا نؤمل عليه، يهاجم المجاهدين في العراق ويقول: {إنهم إرهابيون وعملاء وتكفيريون حتى وإن قاتلوا الأمريكان}، في الوقت الذي نجده يسكت عن قعود وتقاعس معظم علماء وأبناء مذهبه وتعاونهم مع الاحتلال وإصدارهم دستوراً يقسمه ويبعده عن العروبة والإسلام، ولا يحتج على فتاوى إخوانه وعلى رأسهم السيستاني التي تدفع الشيعة إلى مناصرة الأمريكان والتعاون معهم لقتل أبناء السنة الذين يجاهدون ضد الاحتلال، ولقد رأيناهم قبل أيام يرقصون ويغنون فوق أطلال مدينة تل عفر التي دمروها مع الأمريكان فوق رءوس سكانها.
إن الموقف الذي يقفه معظم حكامنا اليوم من مجاهدي الأمة الأبطال الذين يسطرون كل يوم أروع ملاحم البطولة في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان يذكرنا بأحوال الأمة زمن الاحتلال الصليبي لبلاد الشام، ففي سنة 507هـ جاء صاحب الموصل الأمير مودود بن التونتكين لنصرة إخوانه في دمشق من هجوم كبير للصليبيين عليها، وبعد أن أبلى بلاء حسناً هو وجيشه، وهزم الصليبيين هزيمة نكراء وصدهم، عاد إلى دمشق ودخل إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، وكان يومها صائماً، فقام أحد الباطنيين الحاقدين على السنة بطعنه طعنات عدة أدت إلى استشهاده، فكتب ملك الفرنج كتاباً إلى أمير دمشق طغتكين الذي يقال أنه تآمر مع الباطني على قتله، جاء فيه:{ إن أمة قتلت عميدها يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها}.
د. خالد الخالدي
رئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية بغزة
http://www.alhaqaeq.net/defaultch.a...articleid=34096
__________________
.