عبدالغفور الخطيب
13-09-2005, 08:30 PM
ماذا وراء ضرب تلعفر و تهديد المدن العراقية ؟
ان مراهنات كل المتغطرسين في العالم ، تتمثل في إحداث الخوف من الحدث قبل وقوع الحدث .. فإن وقع الحدث ومهما كانت ضخامة نتائجه ، يسهل في النهاية على من يتأذى من الحدث أن يمتص نتائجه ويتكيف على ضوئها ..
هذا الأمر تعرف عليه جمهورنا العربي ، من خلال إخافة المواطنين الذين تسول لهم أنفسهم أن ينتقدوا حكوماتهم ، بأنهم ستطلبهم دوائر المخابرات .. ويترك لهذا المواطن أن يسبح بخياله بأشكال الأذى النفسي و الجسمي ، الذي سيتعرض اليه في تلك الدوائر .. فتنثني إرادة المترددين بشكل مبكر .. ويبقى من هو أصلب منهم إرادة وعزيمة ..
وما ان يجلب أحدهم الى دائرة المخابرات ، الا وأن يتكيف مع شكل الأذى سريعا .. ويكتشف حينها ، بأن الأذى الذي كان يتعرض له وهو في حالة تصور ذهابه للمخابرات ، أكبر أثرا من مثوله فيها ..
لقد سقنا هذا المثل ، للتعرف على الكيفية التي تفكر بها دوائر البنتاجون المأزومة . ففي مقالة لولفيتز في تموز 2003 ، كان يحذر من الفشل داخل العراق لأن ذلك سيفقد الإدارة الأمريكية ميزة كانت ولا زالت تتمتع بها .. وهي الصورة العظيمة لدى العالم عنها وبالذات العرب ، الذين يفسروا أي تراجع على أنه خطوة ذكية من جانب الإدارة الأمريكية يخفي وراءه دهاء وذكاء ، ينم عن مقدرة هائلة .. فقد حذر وولفيتز بأن ما أن يكتشف العرب ، أن أمريكا عاجزة وتتخبط ، حتى يبدأ الضعف والانهيار في مكانة أمريكا عالميا ..
واليوم ، بعد أن اكتشفت الإدارة الأمريكية ، أنها خارجة من العراق دون أن تحقق شيئا ، لا بل تخسر كل شيء .. فكان لا بد من تجارب ، تبقي لديها شيء من ماء وجهها .. خصوصا وان الوقت ليس في صالحها ، بعد كارثة الإعصار فقد تفلس شركات تأمين ، كما أفلست ميزانية الإدارة نفسها .. فعمدت الى محاولة إحداث حرب أهلية من خلال توصيات كتابة الدستور ، وحادثة جسر الأئمة ولكنها اكتشفت أن جبهة النسيج العراقي أقوى من تلك الحيل البائسة ..
فعمدت لضرب تلعفر ، وتهديد مدن عراقية أخرى ، وحتى تهديد سوريا وإيران ، وقد تضرب تلك المدن المهددة و تترك للكيان الصهيوني مهمة ضرب سوريا وايران ( الطامعة أصلا في تحسين وضعها المأزوم على حساب الواقع الراهن ) . وان ضرب تلك الدولتين هو لترك الباب مفتوح ، لأن تعود أمريكا كمصلح يعرض خدماته للأطراف ، فلعلها تكسب مسألة عدم الملاحقات القانونية من العراق المحرر الذي سيتخلص من أمريكا ..
فهي بتلك الحركات الخائبة ، تراهن على أن تبقى صورتها بهيبة ما ، و لتسهل عملية خروجها من العراق طوعا ، دون أن يربط من يراقب أن خروجها كان نتيجة طبيعية لفعل المقاومة الجبار .. فتشتيت التركيز على واقع ما تمر به أمريكا من تفسخ في إمكانياتها و قوتها هو أقصى ما تحلم به الإدارة الأمريكية .
ان مراهنات كل المتغطرسين في العالم ، تتمثل في إحداث الخوف من الحدث قبل وقوع الحدث .. فإن وقع الحدث ومهما كانت ضخامة نتائجه ، يسهل في النهاية على من يتأذى من الحدث أن يمتص نتائجه ويتكيف على ضوئها ..
هذا الأمر تعرف عليه جمهورنا العربي ، من خلال إخافة المواطنين الذين تسول لهم أنفسهم أن ينتقدوا حكوماتهم ، بأنهم ستطلبهم دوائر المخابرات .. ويترك لهذا المواطن أن يسبح بخياله بأشكال الأذى النفسي و الجسمي ، الذي سيتعرض اليه في تلك الدوائر .. فتنثني إرادة المترددين بشكل مبكر .. ويبقى من هو أصلب منهم إرادة وعزيمة ..
وما ان يجلب أحدهم الى دائرة المخابرات ، الا وأن يتكيف مع شكل الأذى سريعا .. ويكتشف حينها ، بأن الأذى الذي كان يتعرض له وهو في حالة تصور ذهابه للمخابرات ، أكبر أثرا من مثوله فيها ..
لقد سقنا هذا المثل ، للتعرف على الكيفية التي تفكر بها دوائر البنتاجون المأزومة . ففي مقالة لولفيتز في تموز 2003 ، كان يحذر من الفشل داخل العراق لأن ذلك سيفقد الإدارة الأمريكية ميزة كانت ولا زالت تتمتع بها .. وهي الصورة العظيمة لدى العالم عنها وبالذات العرب ، الذين يفسروا أي تراجع على أنه خطوة ذكية من جانب الإدارة الأمريكية يخفي وراءه دهاء وذكاء ، ينم عن مقدرة هائلة .. فقد حذر وولفيتز بأن ما أن يكتشف العرب ، أن أمريكا عاجزة وتتخبط ، حتى يبدأ الضعف والانهيار في مكانة أمريكا عالميا ..
واليوم ، بعد أن اكتشفت الإدارة الأمريكية ، أنها خارجة من العراق دون أن تحقق شيئا ، لا بل تخسر كل شيء .. فكان لا بد من تجارب ، تبقي لديها شيء من ماء وجهها .. خصوصا وان الوقت ليس في صالحها ، بعد كارثة الإعصار فقد تفلس شركات تأمين ، كما أفلست ميزانية الإدارة نفسها .. فعمدت الى محاولة إحداث حرب أهلية من خلال توصيات كتابة الدستور ، وحادثة جسر الأئمة ولكنها اكتشفت أن جبهة النسيج العراقي أقوى من تلك الحيل البائسة ..
فعمدت لضرب تلعفر ، وتهديد مدن عراقية أخرى ، وحتى تهديد سوريا وإيران ، وقد تضرب تلك المدن المهددة و تترك للكيان الصهيوني مهمة ضرب سوريا وايران ( الطامعة أصلا في تحسين وضعها المأزوم على حساب الواقع الراهن ) . وان ضرب تلك الدولتين هو لترك الباب مفتوح ، لأن تعود أمريكا كمصلح يعرض خدماته للأطراف ، فلعلها تكسب مسألة عدم الملاحقات القانونية من العراق المحرر الذي سيتخلص من أمريكا ..
فهي بتلك الحركات الخائبة ، تراهن على أن تبقى صورتها بهيبة ما ، و لتسهل عملية خروجها من العراق طوعا ، دون أن يربط من يراقب أن خروجها كان نتيجة طبيعية لفعل المقاومة الجبار .. فتشتيت التركيز على واقع ما تمر به أمريكا من تفسخ في إمكانياتها و قوتها هو أقصى ما تحلم به الإدارة الأمريكية .