الفرقاني
13-09-2005, 04:54 PM
بسبب مواردها الكبيرة وموقعها الحساس ونفطها الكثير .. تلعفر تتعرض لحملة تستهدف استقرارها العرقي والمذهبي بعد قرون من التعايش
الموصل (العراق) - خدمة قدس برس
على الرغم من أنها مدينة تعيش فيها مختلف الطوائف العراقية منذ قرون بعيدة، دون مشكلات، إلا أن اسمها بدأ يتردد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بنحو عام، باعتبارها مصدرا للصراعات والاختلافات العرقية والطائفية، فتصدرت نشرات الأخبار، وصارت الشغل الشاغل للحكومات المتعاقبة على العراق بعد الاحتلال.
فتلعفر التي تقع إلى شمال غرب مدينة الموصل، والتي سبق لحكومة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، القيام بعمليات عسكرية واسعة فيها، ونجحت تحت مساندة القوات الأمريكية في السيطرة عليها، في خريف العام الماضي، بعد مواجهات عنيفة خاضتها تلك القوات هناك، لتنسحب بعدها، وتسلم مقاليد الأمور إلى القوات العراقية، التي انهالت عليها ضربات رجال المقاومة من كل جهة، فانسحبت إلى خارج المدينة، وتمكن المقاتلون العراقيون من السيطرة عليها مجددا.
ويقول أهالي تلعفر إن حياتهم، بعد الأيام الأولى من الاحتلال، كانت تسير بشكل طبيعي، إذ حافظ الأهالي بالتعاون فيما بينهم على مدينتهم، فلم تتعرض ممتلكاتها العامة والخاصة لأي عمليات سرقة أو نهب، كما حصل في مدن أخرى في العراق.
ويؤكد أسامة خضر، وهو طالب في قسم التاريخ للدراسات العليا في جامعة الموصل، في حديثه لوكالة "قدس برس" أنه وبعد تشكيل مجلس الحكم الانتقالي السابق، شهدت المدينة انتخابات حرة ونزيهة، لاختيار أعضاء المجلس البلدي، مضيفا بأنه تم "اختيار الأعضاء الأكفاء لهذه المناصب، إلى جانب اختيار قائد للشرطة في المدينة، وكان ضابطا سابقا في الشرطة العراقية، يتمتع بالكفاءة والنزاهة".
ويحدد خضر بداية المشكلة في الانتخابات الأولى، التي جاءت بأشخاص من السنة، شكلوا الأغلبية في مجالس المدينة، مضيفا بأن هذا الأمر "لم يرق كثيرا لبعض أحزاب الشيعة، التي تدرك أن تلعفر يوجد بها نسبة كبيرة منهم، فبدأت بعمليات وشاية وتدليس بين الأهالي المتعايشين بسلام، أعقبها دخول أمريكي للمدينة، وشن حملة دهم وتفتيش واعتقال، مما خلق حالة من الرفض، كانت أول صور المقاومة" على حد قوله.
ويربط خضر بين ما يجري في تلعفر الآن، وبين أفعال تقوم بها الأحزاب الكردية، لوضع يدها على المدينة، متهما إياها بالرغبة في السيطرة على واحد من أهم حقول النفط العراقية، المسمى حقل صفية. ويكشف كيف أن تلك الأحزاب سارعت في إنشاء مقرات عديدة لهم، وجندوا مئات الشباب للعمل معهم في حماية المنشئات النفطية، حتى يضمنوا عدم تعرضها إلى عمليات مسلحة، إلى جانب أطماعهم في السيطرة على بوابة تلعفر التجارية، الواقعة في المثلث التركي السوري العراقي، والتي توفر لمن يسيطر عليها موارد مالية ضخمة، خاصة في ظل اختفاء إي رقابة مركزية"، حسب قوله.
ويروي خضر حكاية قائد الشرطة الشيعي المذهب والتركماني القومية، الذي قام بمجرد وصوله إلى المدينة بـ"طرد كافة المنتسبين والأعضاء والقادة من السنة، وتعيين آخرين من الشيعة".. هذه الأمور وغيرها، كما يرى المراقبون أدت إلى خلق حالة من التوتر داخل المدينة، ونشطت عمليات المسلحين ضد الشرطة العراقية، التي لم تكن في السابق هدفا لهم، وذلك بسبب تعمد تغيير الطبيعة الديموغرافية للمدينة، واختراق ناموس التنوع العرقي والمذهبي الذي أوجده الله منذ قرون عديدة، كما يقول المراقبون.
الموصل (العراق) - خدمة قدس برس
على الرغم من أنها مدينة تعيش فيها مختلف الطوائف العراقية منذ قرون بعيدة، دون مشكلات، إلا أن اسمها بدأ يتردد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بنحو عام، باعتبارها مصدرا للصراعات والاختلافات العرقية والطائفية، فتصدرت نشرات الأخبار، وصارت الشغل الشاغل للحكومات المتعاقبة على العراق بعد الاحتلال.
فتلعفر التي تقع إلى شمال غرب مدينة الموصل، والتي سبق لحكومة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، القيام بعمليات عسكرية واسعة فيها، ونجحت تحت مساندة القوات الأمريكية في السيطرة عليها، في خريف العام الماضي، بعد مواجهات عنيفة خاضتها تلك القوات هناك، لتنسحب بعدها، وتسلم مقاليد الأمور إلى القوات العراقية، التي انهالت عليها ضربات رجال المقاومة من كل جهة، فانسحبت إلى خارج المدينة، وتمكن المقاتلون العراقيون من السيطرة عليها مجددا.
ويقول أهالي تلعفر إن حياتهم، بعد الأيام الأولى من الاحتلال، كانت تسير بشكل طبيعي، إذ حافظ الأهالي بالتعاون فيما بينهم على مدينتهم، فلم تتعرض ممتلكاتها العامة والخاصة لأي عمليات سرقة أو نهب، كما حصل في مدن أخرى في العراق.
ويؤكد أسامة خضر، وهو طالب في قسم التاريخ للدراسات العليا في جامعة الموصل، في حديثه لوكالة "قدس برس" أنه وبعد تشكيل مجلس الحكم الانتقالي السابق، شهدت المدينة انتخابات حرة ونزيهة، لاختيار أعضاء المجلس البلدي، مضيفا بأنه تم "اختيار الأعضاء الأكفاء لهذه المناصب، إلى جانب اختيار قائد للشرطة في المدينة، وكان ضابطا سابقا في الشرطة العراقية، يتمتع بالكفاءة والنزاهة".
ويحدد خضر بداية المشكلة في الانتخابات الأولى، التي جاءت بأشخاص من السنة، شكلوا الأغلبية في مجالس المدينة، مضيفا بأن هذا الأمر "لم يرق كثيرا لبعض أحزاب الشيعة، التي تدرك أن تلعفر يوجد بها نسبة كبيرة منهم، فبدأت بعمليات وشاية وتدليس بين الأهالي المتعايشين بسلام، أعقبها دخول أمريكي للمدينة، وشن حملة دهم وتفتيش واعتقال، مما خلق حالة من الرفض، كانت أول صور المقاومة" على حد قوله.
ويربط خضر بين ما يجري في تلعفر الآن، وبين أفعال تقوم بها الأحزاب الكردية، لوضع يدها على المدينة، متهما إياها بالرغبة في السيطرة على واحد من أهم حقول النفط العراقية، المسمى حقل صفية. ويكشف كيف أن تلك الأحزاب سارعت في إنشاء مقرات عديدة لهم، وجندوا مئات الشباب للعمل معهم في حماية المنشئات النفطية، حتى يضمنوا عدم تعرضها إلى عمليات مسلحة، إلى جانب أطماعهم في السيطرة على بوابة تلعفر التجارية، الواقعة في المثلث التركي السوري العراقي، والتي توفر لمن يسيطر عليها موارد مالية ضخمة، خاصة في ظل اختفاء إي رقابة مركزية"، حسب قوله.
ويروي خضر حكاية قائد الشرطة الشيعي المذهب والتركماني القومية، الذي قام بمجرد وصوله إلى المدينة بـ"طرد كافة المنتسبين والأعضاء والقادة من السنة، وتعيين آخرين من الشيعة".. هذه الأمور وغيرها، كما يرى المراقبون أدت إلى خلق حالة من التوتر داخل المدينة، ونشطت عمليات المسلحين ضد الشرطة العراقية، التي لم تكن في السابق هدفا لهم، وذلك بسبب تعمد تغيير الطبيعة الديموغرافية للمدينة، واختراق ناموس التنوع العرقي والمذهبي الذي أوجده الله منذ قرون عديدة، كما يقول المراقبون.