منصور بالله
11-09-2005, 06:00 PM
خازوق سليمان الحلبى
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
ما أسهل السيطرة على فتاة تركت أهلها وسارت على غير هدى ... هذه الفتاة المسكينة يمكن تحويلها إلى أى شئ دون معاناه ، ويمكن توجيهها إلى أى جهة دون رأى منها أو مشورة .... المجتمع المصرى صار كذلك وأصبح قريب الشبه بتلك الفتاة التى انسلخت عن دينها وعقيدتها فتلقفتها أيادى الشياطين وملكت زمام أمورها واستدرجتها للعمل خادمة فى ملهى الكفار والمشركين ..
نعيش فى مجتمع تخلى معظم أفراده عن الإسلام الصحيح فانكشفوا وأصبحوا عراة يسيرون بغير غطاء خلف من يقودهم إلى الهلاك دون بصر أو بصيرة ، ولا أقصد بالإسلام تلك الطقوس والمناسك التى لم يتركها أحد والتى مازالت تؤدىَ صباح مساء دون فهم أو تمعن ... فى مصر المساجد عامرة بالمصلين وجمعيات الخير منتشرة فى كل مكان والجميع يتسابق كل عام لتأدية مناسك الحج والعمرة ... كل هذا صحيح ولكن أليس هذا هو الإسلام الشكلى الذى أراده لنا الأعداء .. أليس هذا هو الإسلام السلبى الذى ليس فيه عزة أو جهاد والذى يكتفى فيه المسلم بأداء المناسك دون السعى لتمكين الدين ونصرة أهله ومواجهة الطغاه واقامة حدود الله وجعل كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى !!
لقد تنازل المسلمون عن عزتهم وكرامتهم التى اختصهم الله بها مثلما تنازلوا عن دينهم الذى اختاره الله لهم وعاشوا أذلة بين الأمم تاركين قول الله تعالى : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ، سعى حكامنا لموالاة الغرب الصليبى ابتغاء العزة ودوام السلطان فما نالوا العزة وما صانوا الأوطان ... يقول تعالى : (( بشر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )) الآية 138، 139 ـ النساء .
إن المؤمن الذى يقوى على رد كيد الأعداء ودفع أذاهم ولم يفعل يكون شأنه شأن من يملك القدرة على إخراج الزكاة ولم يزكى ، والقدرة على الحج ولم يحج ، وليمت إن شاء يهوديًا أو نصرانيًا فلا فرق أبدًا بين هذا وذاك .
لقد تخلى أغلبنا عن الإسلام الحقيقى الذى يحضنا على الجهاد ومكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومواجهة الحاكم الظالم والضرب على يد اللصوص والطغاه ، ولذلك لم يعد لنا قيمة ولا وزن بين الأمم وبين شعوب الأرض ، وأى دين هذا الذى تكون محصلته لا قيمة ولا وزن ولا عزة ولا كرامة !!
الخلل ليس فى الدين ، فدين الإسلام هو الدين القيم الذى لا يمكن التشكيك فيه والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. الخلل جاء نتيجة إيماننا ببعض ما جاء فى القرآن وهجرنا للبعض الآخر ... أصبحنا عمليًا مثل اليهود نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه .. حكامنا يؤيدوا بوش ولا يؤيدوا أسامه بن لادن .. حكامنا وضعوا أياديهم فى أيادى علاوى والجعفرى وطالبانى ولم يضعوها فى يد أبو مصعب الزرقاوى .. حكامنا وضعوا أياديهم فى أيادى شارون وبلير ولم يضعوها فى يد أيمن الظواهرى .. حكامنا يزجوا فى السجون بكل من يريد الإصلاح وعمل الخير واقامة الدين الصحيح ، وفى نفس الوقت ييسروا كل الإمكانيات لمن يريد الفساد والإفساد ، وإذا كان لكل هذه العلاقات الخاطئة طرفان فأين دور الشعوب المؤمنة فى محاربة كل ذلك ؟!!
كل منا يعلم جرائم مبارك ولكن لا أحد يقاومه .. كل منا يعلم حقيقة كفره وموالاته للأعداء ولكن لا أحد منا يعمل على عزله وإقالته ..
إن مبارك ليس من الله فى شئ وليس من الشعب فى شئ ..
ليس من الله فى شئ تصديقا لقوله تعالى : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ )) وهو ليس من الشعب فى شئ حتى لو حلف وقسم تصديقا لقوله تعالى : (( يحلفون بالله أنهم منكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون )) .
عجبت وأنا أشاهد انتخابات الرئاسة الأخيرة من حجم الزيف واللا وعى الذى تملك كثيرًا من قطاعات الشعب وأغمى عيونهم ..!!
حزنت وأنا أشاهد غيبوبة الناس وهى تظهر جلية فى العديد من تصرفاتهم الغبية ..!!
عجبت وأنا أشاهد قومى وكأنهم سكارى وما هم بسكارى ولكن زيف الإعلام شديد ..!!
على باب المسجد وعقب صلاة المغرب شاهدت رجل يلهث خلف عضو بارز من أعضاء لجنة الحزب الوطنى بالحى ويخبره بأنه لم يتمكن من الإدلاء بصوته لعدم وجود إسمه فى أى لجنة من اللجان الانتخابية وأنه قضى نهاره فى البحث عن اللجنة التى يستطيع التصويت فيها لكنه فشل ..!!
حزنت واشتد نكدى وحزنى ليس بسبب قلة العقل أو سوء الفهم الذى أصاب هذا الرجل وغيره وإنما جاء حزنى لأن لهذا الرجل إبن صالح يعيش خارج مصر وتطارده قوات الأمن المصرية منذ أكثر من عشرين عامًا ، وبين الحين والآخر تغير مباحث أمن الدولة على بيت هذا الرجل وتقلب أثاث بيته وتدمر محتوياته بحثـًا عن خيط يوصلها لمكان إبنه الذى يقيم فى الخارج ... هذا الرجل وزوجته عندما يريدا مقابلة إبنهم يتوجهان معًا إلى السعودية بحجة تأدية العمرة وهناك يلتقوا وإبنهم الغائب عنهم منذ أيام حرب أفغانستان ضد الروس !!
اليوم كيف يسعى هذا الرجل جاهدًا لإعطاء صوته لأى من كلاب جهنم ؟!!
سألته فى غضب : لماذا كل هذا التعب ؟!!
أجاب : لأعطى صوتى ..
قلت : لمن ؟؟؟
قال : هو فيه غير مبارك أمال لمين ؟!!
انصرفت وأنا أضرب كفـًا على كف قائلاً : يا رب أزح الغشاوة عن قلبه وقلب غيره .. أنر بصره وبصيرته وبصيرة قومى فإن قومى لا يعلمون ...
وما هى إلا خطوات قليلة إلا وشاهدت ميكروباص غطيت كل جهاته بملصقات ورقية ملونة من الحجم الكبير عليها صورة مبارك وتأييد من نقابة المعلمين بإسم نقيبهم مصطفى كمال حلمى ... قلت فى نفسى : من الذى سيحاسب على إهدار هذه الملايين التى تنتزع قهرًا من جيوب الكادحين ... خطوات أخرى ثقيلة قطعتها وأنا أبتعد عن ميكروباص مصطفى كمال حلمى لتواجهنى سيارة نصف نقل عليها مبرد كبير ومغطاه من كل جانب بالصور الملونة لمبارك .. السيارة تخص أحد أقاربى ممن أفنوا عمرهم معى فى سب مبارك وتفنيد عيوبه والتحدث عن فضائحه وجرائمه ... قلت لقريبى هذا : كيف؟!!
قال : مجبر أخاك لا بطل ..
قلت كيف ؟!!
قال : ح يتخرب بيتى إن لم أفعل ذلك .. ثم صمت قليلا وهو إلى جوار السيارة ثم أكمل : المصنع ح يتوقف والعمال ح يتشردوا !!
إنصرفت وأنا أردد لا حول ولا قوة إلا بالله ... لا أمل ولا فائدة !!
قبل أن أنام جائنى صديق أعتز به كثيرًا .. يصلى معى كل الفروض فى المسجد ويشاركنى وأشاركه كل مشاريع الخير التى تقام بالحى .. جائنى على حياء واستحياء نتيجة معرفتى بدوره البارز ومجهوده الضخم فى الدعوة لإنتخاب مبارك بصفته أحد أعضاء لجنة الحزب بالحى ... قال لى بأدب وصوت منخفض : منذ مدة طويلة أريد أن أصارحك بشئ ولكن لا أستطيع لكننى الآن لا أستطيع أن أحتمل أكثر من ذلك .. أقسم بالله العظيم ان كل ما أفعله للحزب أو لمبارك لا أفعله عن قناعة ولا إيمان وإننى أكره النظام أكثر مما تكرهه أنت وأننى لا أفعل ما أفعله إلا لأن لى نجل فى الكلية الحربية وأخشى أن يصيبه أذى بسبب مواقفى ..... ثم أدمعت عيناه !!
هتفت ... يا قوم كيف نسيتم قول الله تعالى : (( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) التوبة ـ 24 .
هتفت : يا قوم ... لقد ضللتم وضللنا ..
صلاتنا من غير جهاد لن تشفع لنا ..
تقربنا للحاكم زلفى لن يشفع لنا ..
فعل الخيرات لحاكم ظالم لن يشفع لنا ..
المفروض أن يكون تعاونا على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان ومساندة الحاكم الظالم هو نوع من إعلان الحرب على الله ..
الإسلام ليس فقط صوم وصلاة وحج وعمرة وزكاة ..
الإسلام جهاد ..
الإسلام إقامة عدل ..
الإسلام إيثار الدين على النفس ..
الإسلام يعنى الجهر بالحق ..
أنتم بذلك تخادعون الله ..
أنتم بذلك تهدموا الإسلام ..
أنتم بذلك تعينوا الظالم وتهدموا دولة الحق ......
إن التجارة التى تخشون كسادها أفضل منها التجارة مع الله ، والإبن الذى تخشون عليه من السلطات أفضل منه الإبن الذى فى السجون والمعتقلات ..
لقد تخلى العلماء عن دورهم فى تبصير الناس فضل الناس وأخليت الساحة لإعلام فاسد لم يترك شيئـًا إلا وأفسده .. تخلينا عن الإسلام وأصبحنا أشبه بالفتاة التى انسلخت عن أهلها وسارت على غير هدى إلى أن استقربها المقام فى إحدى دور اللهو راقصة أو عاهرة أو فاجرة ..
لقد انسلخنا عن الدين فأصبحنا غرباء حتى فى أوطاننا .. بدون الإسلام لم يعد لنا وزن ولا قيمة ولا هدف نبيل نضحى من أجله ..
نلعن الجلاد ونقبل قدمه ..
ونسب الحاكم وننتخبه ..
نعيش فى ظلام دامس لا مخرج لنا منه إلا بالعودة إلى الله (( ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور )) .
إن الخطوة التى قطعها لصوص الحزب الوطنى فى مسرحية انتخابات الرئاسة المصرية ستكون عليهم وبالاً ودمارًا بإذن الله .. إنهم كالربا الذى سيمحقه الله لا محالة ولكن لكل شئ موعد ولن يخلف الله وعده ، وإذا جاءت ساعة الخلاص سيهيئ الله الأسباب التى تمكن من ذلك ليمن على الذين استضعفوا فى الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثون .
ومبارك إن لم يفز فى الجولة الأولى سيفوز فى الجولة الثانية فى انتخابات الإعادة لأن لصوص الداخل والخارج لا يريدون غير مبارك ، فهو بمثابة الشماعة التى يعلق عليها اللصوص أحلامهم العزيزة وآمالاهم العريضة .
وبتعديل المادة 76 من الدستور المصرى على النحو الذى رأيناه ، وبنجاح حسنى مبارك فى الانتخابات الأخيرة يكون الحزب الوطنى قد قطع شوطًا كبيرًا نحو تنصيب جمال مبارك خلفـًا لوالده وكل شئ بالقانون ـ حسبما قال السادات ـ فاللصوص عندما وجدوا صعوبة فى عملية التوريث بعد أن فاحت رائحة التوريث ونفر منها الشعب فإن ترشيح جمال مبارك طبقـًا لقواعد المادة 76 يكون بمثابة الأمر الذى يتعذر رفضه أو الطعن فيه فكل شئ سيتم بموجب القانون والدستور ، والحزب الذى سيتمكن من امتلاك 5% من مقاعد مجلس الشعب سيكون له حق ترشيح من يختار لرئاسة الجمهورية بينما المستقلين الشرفاء وعلى رأسهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لن يتمكنوا من ذلك بسبب شرط الـ 250 توقيع الذى وضعه اللصوص .
وعليه فإننى أرى أن الحزب الوطنى قد ضمن حاليًا زوج من أرجل كرسى الرئاسة وحجزها لجمال مبارك ، بينما أبقى الزوج الآخر لأيام مبارك الأخيرة وكأننى أرى الآن جمال مبارك وهو يجلس على مقعد الرئاسة إلى جانب والده لحين إتمام الصفقة .
صدقونى .. لولا جمال ما ترشح مبارك فالرجل أنفاسه معدودة ويستجمع كل قوته فى سبيل الوقوف على أقدامه ، لكنه فى هذه الفترة وعلى ضعفه يعد من اللوازم الهامة والضرورية من أجل تمكين المدعو جمال فى المرة القادمة ، والمرة القادمة لن تكون أبدًا بعد ست سنوات ـ عمر الولاية الخامسة لمبارك ـ كما يتصور البعض ، فبعد عام أو أكثر بقليل ستتدهور صحة مبارك أكثر مما هى عليه الآن وسيتنحى مبارك عن الحكم وسيتم الإعلان عن انتخابات جديدة يخوضها جمال مبارك أمام مجموعة أقزام ليصبح بعدها رئيسًا للبلاد ويحصل على الجزء الباقى من مقعد الرئاسة ليجلس على الكرسى كاملاً ويجلس الشعب على "خازوق" سليمان الحلبى أو بالأحرى خازوق كمال الشاذلى وصفوت الشريف وفتحى السرور عليهم وعلى من نصبهم لعنة الله والناس أجمعين .
حقيقة فإن الأعمار بيد الله لكن حسنى مبارك فى عداد الأموات منذ أمد بعيد وكل قراراته الداخلية والدولية تدل على أنه ميت وليس بحى ، ولقد شاهدناه جميعًا يوم حفل تخريج الدفعة الأخيرة لطلبة الكلية الحربية وصدره الذى كان يعمل كالأسانسير صعودًا وهبوطًا جراء بضع خطوات قطعها سيرًا على الأقدام ، وعلينا ألا ننسى يوم سقوطه مغشيًا عليه وهو يخطب فى الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى ... علينا ألا نكذب أعيننا ولا نسير خلف المنافق محمد مرجان الذى كتب نفاقـًا على صفحات الأهرام يوم الأربعاء 31 أغسطس 2005 مصورًا لنا حسنى مبارك على أنه فريد شوقى فى شجيع السيما أو رشدى أباظه مفتول العضلات حيث كتب يقول : ( وحسب معرفتى بمرشح الحزب الوطنى الرئيس حسنى مبارك فهو شعلة نشاط وخلية نحل مستمرة وكل من عمل معه يؤكد ذلك بل وأعرف أشخاصًا هربوا من الخدمة معه رغم حبهم الشديد له وقالوا إنه يحتاج إلى رجال من حديد للعمل معه ، فمبارك شخص غير عادى وطاقة جبارة وشباب متجدد وهذا من نعم الله عليه ) .
كل شئ معد الآن لإتمام باقى فصول المؤامرة الدنيئة التى سيدفع ثمنها شعب مصر الصابر ، فأمريكيًا لا يوجد فى مصر كلها من يصلح خلفـًا لمبارك غير جمال ، وجمال مبارك يقيم فى أمريكا أكثر مما يقيم فى القاهرة وقد تتلمذ على أصابع أجارم الداخل مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف وفتحى سرور وعلى أجارم الخارج مثل بوش وباول ورامسفيلد .
إن إعداد جمال مبارك لتسلم الحكم خلفـًا لوالده بدأ منذ اليوم الأول لتولى حسنى مبارك زمام السلطة فى مصر ، ولعل الدليل الدامغ على ذلك تمثل فى الرفض القاطع والمستمر لتعيين نائبًا لمبارك على الرغم من خطورة الأمر وطول مدة حكمه .
وفى كل الأحوال علينا أن نذكر دائمًا أن الله يمهل ولا يهمل وأن الله جل شأنه قادر على إبطال مكرهم .. يقول تعالى : (( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) .
علينا أن نذكر دائمًا أنه لا شئ يحدث فى ملك الله دون علمه ومشيئته وأن ما نعيشه الآن يمثل الابتلاء العظيم والفتنة الكبرى ليعلم الله من ينصر دينه ومن يخذل جنده .. من الذى يقف مع المجاهدين ومن الذى يقف مع المنافقين ... الأمر فى مجمله أشبه بالصورة التى صورها لنا المجاهد العظيم الدكتور محمد عباس حين ربط بين كرب الحسين وكرب هذه الأيام .. بين من خذلوا الحسين وبين من خذلوا بن لادن والظواهرى وأبوا مصعب الزرقاوى .. يقول الدكتور محمد عباس :
تري..
لو تأخر سيد شباب شهداء أهل الجنة إلى زماننا.. أو لو أننا تقدمنا إلى زمانه.. في أي معسكر كان يكون و في أي معسكر كنا نكون..
أقولها وقلبي ينزف.. أقولها ومخالب تنين الألم الوحشي تنهش قلبي فلا تعود المخالب إلا وقد تعلقت بها مزق لحم القلب ويقطر منها دمه.. أقولها .. أو على الأحرى أسأل:
- هل كان الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد إسماعيل يكونان في معسكر الحسين أم في معسكر ابن زياد..
أسألهما ليس لأنهما الأذل أو الأقل بل لأنهما الأجلّ.. هما القامة العالية التي لا ينبغي لها أن تنحني حتى إذا انحنى الباقون.. هما الهامة العالية التي ينبغي أن تلتزم بالعزيمة حين يلجأ الآخرون إلى الرخصة.. بل أقول أنهما هما بالذات عليهما أن يتوجا حياتهما بالاستشهاد.
أسألهما و أسأل سواهما والسؤال قرار يجب أن يتخذ في سرعة ومضة الضوء المنعكس على صفحة سيف:
- عندما يكون الموت هو الشرف الوحيد الباقي.. أننكص عنه؟.. أنهرب من قدر الله؟؟.. أمن الاستشهاد نفر؟!..
أسأل والأسئلة طوفان من المرارة العاتية:
- في أي صف كانت تكون مباحث أمن الدولة والحرس الوطني والجيش المصري والجيش السعودي والجيش السوري وجيش الخليج .. مع الحسين أم مع ابن زياد؟!....
أتساءل و الأسئلة كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ:
- أي معسكر كانت ستقصف طائراتنا وأي قلاع كانت ستدمر بوارجنا و أي لحم طاهر كانت ستسحق دباباتنا..
أتساءل والتساؤل نيران مشبوبة في القلب:
- مع من كانت صحفنا ستكون؟!.. ومانشيتات الأهرام والحياة والشرق الأوسط : كيف كانت ستصف الإرهابي الحسين ؟! كيف كانوا سيسبّونه؟.. وهل كان سبابهم سيطال جده؟!.. صلى الله عليه وسلم.. هل كان السباب يطاله؟.. لا يتجاهلن أحدكم السؤال ولا ينكرنه.. فالسباب يطال جده رغم مسافة ألف وخمسمائة عام.. وعلى الرغم من ذلك فإن صحفنا الكبرى تعتبر سباب جده رقيا وتقدما وحضارة، وبعض مفكرينا، هم الذين يفعلون ذلك. مع من كان الكتاب والمفكرون سيكونون.. ؟!.. و أنتم يا ناس.. أنت يا أمة.. مع من كنت تكونين.. وهل كان الحسين رضي الله عنه سينجو من تهمة الإرهاب؟!..
أسألكم يا ناس.. و أستحلفكم بالواحد القهار ألا تكذبوا:
- لو أن الحسين يوجد الآن.. في أي بلدة من بلاد عالمنا العربي.. فهل يوجد بلد واحد سينصره ويحميه؟!
أسألكم يا ناس.. و أستحلفكم بالواحد القهار ألا تكذبوا:
- لو أن الحسين وجد الآن.. فهل كانت توجد حكومة عربية واحدة ترفض أن تسلمه ليؤسر في جوانتانامو؟!!
أسألكم يا ناس.. فهل عرفتم قدركم.. وقدر دينكم في قلوبكم؟!.
إن مبارك فى عداد الكفره حتى ولو لم يتلفظ بالكفر فقد يتلفظ الإنسان البسيط بالكفر لينجو من عذاب الكفار لكن قلبه يظل مطمئنـًا بالإيمان ، لكن أحدًا لا يمكنه أن يفعل الكفر وهو حاكم وفى يده الصولجان والجاه والقوة ... الضعيف قد يتلفظ بالكفر اتقاء الشر وشدة العذاب وقد حدث ذلك فى عهد رسولنا الكريم من بعض الصحابة ممن سبوا الله ورسوله تحت وطأة التعذيب ، ولم يغضب رسولنا الكريم من ذلك بل نصحهم بأن يعودوا لذلك لو عاد المشركون لمثل ما فعلوا ، لكن الموقف يختلف اختلافـًا كبيرًا مع حاكم يملك كل شئ ويخضع له الجميع وعلى الرغم من ذلك يعيد من يدخل فى الإسلام إلى ملة الكفر ويسلمهم إلى زبانية جهنم ليذيقوهم أشد العذاب ... فعلها مبارك ولن يغفرها الله له ، ولو لم يفعل مبارك غير ما فعله مع الفتيات اللاتى تركوا النصرانية ودخلوا فى الإسلام لكفى ذلك وزاد ...
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة ..
وحقيقة الشيطان باتت سافرة ..
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة ..
فلنضربن بكل كف قادرة ..
لا يا عدوِ يا ظهيرًا لعدوِ ..
لا لن ترى بحرى ولا أرضى وجوى ..
لا بل سأمضى وانفجاراتى تدوى ..
إنا فدائيون .. نفنى ولا نهون .. إنا لمنتصرون .
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
ما أسهل السيطرة على فتاة تركت أهلها وسارت على غير هدى ... هذه الفتاة المسكينة يمكن تحويلها إلى أى شئ دون معاناه ، ويمكن توجيهها إلى أى جهة دون رأى منها أو مشورة .... المجتمع المصرى صار كذلك وأصبح قريب الشبه بتلك الفتاة التى انسلخت عن دينها وعقيدتها فتلقفتها أيادى الشياطين وملكت زمام أمورها واستدرجتها للعمل خادمة فى ملهى الكفار والمشركين ..
نعيش فى مجتمع تخلى معظم أفراده عن الإسلام الصحيح فانكشفوا وأصبحوا عراة يسيرون بغير غطاء خلف من يقودهم إلى الهلاك دون بصر أو بصيرة ، ولا أقصد بالإسلام تلك الطقوس والمناسك التى لم يتركها أحد والتى مازالت تؤدىَ صباح مساء دون فهم أو تمعن ... فى مصر المساجد عامرة بالمصلين وجمعيات الخير منتشرة فى كل مكان والجميع يتسابق كل عام لتأدية مناسك الحج والعمرة ... كل هذا صحيح ولكن أليس هذا هو الإسلام الشكلى الذى أراده لنا الأعداء .. أليس هذا هو الإسلام السلبى الذى ليس فيه عزة أو جهاد والذى يكتفى فيه المسلم بأداء المناسك دون السعى لتمكين الدين ونصرة أهله ومواجهة الطغاه واقامة حدود الله وجعل كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى !!
لقد تنازل المسلمون عن عزتهم وكرامتهم التى اختصهم الله بها مثلما تنازلوا عن دينهم الذى اختاره الله لهم وعاشوا أذلة بين الأمم تاركين قول الله تعالى : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ، سعى حكامنا لموالاة الغرب الصليبى ابتغاء العزة ودوام السلطان فما نالوا العزة وما صانوا الأوطان ... يقول تعالى : (( بشر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )) الآية 138، 139 ـ النساء .
إن المؤمن الذى يقوى على رد كيد الأعداء ودفع أذاهم ولم يفعل يكون شأنه شأن من يملك القدرة على إخراج الزكاة ولم يزكى ، والقدرة على الحج ولم يحج ، وليمت إن شاء يهوديًا أو نصرانيًا فلا فرق أبدًا بين هذا وذاك .
لقد تخلى أغلبنا عن الإسلام الحقيقى الذى يحضنا على الجهاد ومكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومواجهة الحاكم الظالم والضرب على يد اللصوص والطغاه ، ولذلك لم يعد لنا قيمة ولا وزن بين الأمم وبين شعوب الأرض ، وأى دين هذا الذى تكون محصلته لا قيمة ولا وزن ولا عزة ولا كرامة !!
الخلل ليس فى الدين ، فدين الإسلام هو الدين القيم الذى لا يمكن التشكيك فيه والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. الخلل جاء نتيجة إيماننا ببعض ما جاء فى القرآن وهجرنا للبعض الآخر ... أصبحنا عمليًا مثل اليهود نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه .. حكامنا يؤيدوا بوش ولا يؤيدوا أسامه بن لادن .. حكامنا وضعوا أياديهم فى أيادى علاوى والجعفرى وطالبانى ولم يضعوها فى يد أبو مصعب الزرقاوى .. حكامنا وضعوا أياديهم فى أيادى شارون وبلير ولم يضعوها فى يد أيمن الظواهرى .. حكامنا يزجوا فى السجون بكل من يريد الإصلاح وعمل الخير واقامة الدين الصحيح ، وفى نفس الوقت ييسروا كل الإمكانيات لمن يريد الفساد والإفساد ، وإذا كان لكل هذه العلاقات الخاطئة طرفان فأين دور الشعوب المؤمنة فى محاربة كل ذلك ؟!!
كل منا يعلم جرائم مبارك ولكن لا أحد يقاومه .. كل منا يعلم حقيقة كفره وموالاته للأعداء ولكن لا أحد منا يعمل على عزله وإقالته ..
إن مبارك ليس من الله فى شئ وليس من الشعب فى شئ ..
ليس من الله فى شئ تصديقا لقوله تعالى : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ )) وهو ليس من الشعب فى شئ حتى لو حلف وقسم تصديقا لقوله تعالى : (( يحلفون بالله أنهم منكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون )) .
عجبت وأنا أشاهد انتخابات الرئاسة الأخيرة من حجم الزيف واللا وعى الذى تملك كثيرًا من قطاعات الشعب وأغمى عيونهم ..!!
حزنت وأنا أشاهد غيبوبة الناس وهى تظهر جلية فى العديد من تصرفاتهم الغبية ..!!
عجبت وأنا أشاهد قومى وكأنهم سكارى وما هم بسكارى ولكن زيف الإعلام شديد ..!!
على باب المسجد وعقب صلاة المغرب شاهدت رجل يلهث خلف عضو بارز من أعضاء لجنة الحزب الوطنى بالحى ويخبره بأنه لم يتمكن من الإدلاء بصوته لعدم وجود إسمه فى أى لجنة من اللجان الانتخابية وأنه قضى نهاره فى البحث عن اللجنة التى يستطيع التصويت فيها لكنه فشل ..!!
حزنت واشتد نكدى وحزنى ليس بسبب قلة العقل أو سوء الفهم الذى أصاب هذا الرجل وغيره وإنما جاء حزنى لأن لهذا الرجل إبن صالح يعيش خارج مصر وتطارده قوات الأمن المصرية منذ أكثر من عشرين عامًا ، وبين الحين والآخر تغير مباحث أمن الدولة على بيت هذا الرجل وتقلب أثاث بيته وتدمر محتوياته بحثـًا عن خيط يوصلها لمكان إبنه الذى يقيم فى الخارج ... هذا الرجل وزوجته عندما يريدا مقابلة إبنهم يتوجهان معًا إلى السعودية بحجة تأدية العمرة وهناك يلتقوا وإبنهم الغائب عنهم منذ أيام حرب أفغانستان ضد الروس !!
اليوم كيف يسعى هذا الرجل جاهدًا لإعطاء صوته لأى من كلاب جهنم ؟!!
سألته فى غضب : لماذا كل هذا التعب ؟!!
أجاب : لأعطى صوتى ..
قلت : لمن ؟؟؟
قال : هو فيه غير مبارك أمال لمين ؟!!
انصرفت وأنا أضرب كفـًا على كف قائلاً : يا رب أزح الغشاوة عن قلبه وقلب غيره .. أنر بصره وبصيرته وبصيرة قومى فإن قومى لا يعلمون ...
وما هى إلا خطوات قليلة إلا وشاهدت ميكروباص غطيت كل جهاته بملصقات ورقية ملونة من الحجم الكبير عليها صورة مبارك وتأييد من نقابة المعلمين بإسم نقيبهم مصطفى كمال حلمى ... قلت فى نفسى : من الذى سيحاسب على إهدار هذه الملايين التى تنتزع قهرًا من جيوب الكادحين ... خطوات أخرى ثقيلة قطعتها وأنا أبتعد عن ميكروباص مصطفى كمال حلمى لتواجهنى سيارة نصف نقل عليها مبرد كبير ومغطاه من كل جانب بالصور الملونة لمبارك .. السيارة تخص أحد أقاربى ممن أفنوا عمرهم معى فى سب مبارك وتفنيد عيوبه والتحدث عن فضائحه وجرائمه ... قلت لقريبى هذا : كيف؟!!
قال : مجبر أخاك لا بطل ..
قلت كيف ؟!!
قال : ح يتخرب بيتى إن لم أفعل ذلك .. ثم صمت قليلا وهو إلى جوار السيارة ثم أكمل : المصنع ح يتوقف والعمال ح يتشردوا !!
إنصرفت وأنا أردد لا حول ولا قوة إلا بالله ... لا أمل ولا فائدة !!
قبل أن أنام جائنى صديق أعتز به كثيرًا .. يصلى معى كل الفروض فى المسجد ويشاركنى وأشاركه كل مشاريع الخير التى تقام بالحى .. جائنى على حياء واستحياء نتيجة معرفتى بدوره البارز ومجهوده الضخم فى الدعوة لإنتخاب مبارك بصفته أحد أعضاء لجنة الحزب بالحى ... قال لى بأدب وصوت منخفض : منذ مدة طويلة أريد أن أصارحك بشئ ولكن لا أستطيع لكننى الآن لا أستطيع أن أحتمل أكثر من ذلك .. أقسم بالله العظيم ان كل ما أفعله للحزب أو لمبارك لا أفعله عن قناعة ولا إيمان وإننى أكره النظام أكثر مما تكرهه أنت وأننى لا أفعل ما أفعله إلا لأن لى نجل فى الكلية الحربية وأخشى أن يصيبه أذى بسبب مواقفى ..... ثم أدمعت عيناه !!
هتفت ... يا قوم كيف نسيتم قول الله تعالى : (( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) التوبة ـ 24 .
هتفت : يا قوم ... لقد ضللتم وضللنا ..
صلاتنا من غير جهاد لن تشفع لنا ..
تقربنا للحاكم زلفى لن يشفع لنا ..
فعل الخيرات لحاكم ظالم لن يشفع لنا ..
المفروض أن يكون تعاونا على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان ومساندة الحاكم الظالم هو نوع من إعلان الحرب على الله ..
الإسلام ليس فقط صوم وصلاة وحج وعمرة وزكاة ..
الإسلام جهاد ..
الإسلام إقامة عدل ..
الإسلام إيثار الدين على النفس ..
الإسلام يعنى الجهر بالحق ..
أنتم بذلك تخادعون الله ..
أنتم بذلك تهدموا الإسلام ..
أنتم بذلك تعينوا الظالم وتهدموا دولة الحق ......
إن التجارة التى تخشون كسادها أفضل منها التجارة مع الله ، والإبن الذى تخشون عليه من السلطات أفضل منه الإبن الذى فى السجون والمعتقلات ..
لقد تخلى العلماء عن دورهم فى تبصير الناس فضل الناس وأخليت الساحة لإعلام فاسد لم يترك شيئـًا إلا وأفسده .. تخلينا عن الإسلام وأصبحنا أشبه بالفتاة التى انسلخت عن أهلها وسارت على غير هدى إلى أن استقربها المقام فى إحدى دور اللهو راقصة أو عاهرة أو فاجرة ..
لقد انسلخنا عن الدين فأصبحنا غرباء حتى فى أوطاننا .. بدون الإسلام لم يعد لنا وزن ولا قيمة ولا هدف نبيل نضحى من أجله ..
نلعن الجلاد ونقبل قدمه ..
ونسب الحاكم وننتخبه ..
نعيش فى ظلام دامس لا مخرج لنا منه إلا بالعودة إلى الله (( ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور )) .
إن الخطوة التى قطعها لصوص الحزب الوطنى فى مسرحية انتخابات الرئاسة المصرية ستكون عليهم وبالاً ودمارًا بإذن الله .. إنهم كالربا الذى سيمحقه الله لا محالة ولكن لكل شئ موعد ولن يخلف الله وعده ، وإذا جاءت ساعة الخلاص سيهيئ الله الأسباب التى تمكن من ذلك ليمن على الذين استضعفوا فى الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثون .
ومبارك إن لم يفز فى الجولة الأولى سيفوز فى الجولة الثانية فى انتخابات الإعادة لأن لصوص الداخل والخارج لا يريدون غير مبارك ، فهو بمثابة الشماعة التى يعلق عليها اللصوص أحلامهم العزيزة وآمالاهم العريضة .
وبتعديل المادة 76 من الدستور المصرى على النحو الذى رأيناه ، وبنجاح حسنى مبارك فى الانتخابات الأخيرة يكون الحزب الوطنى قد قطع شوطًا كبيرًا نحو تنصيب جمال مبارك خلفـًا لوالده وكل شئ بالقانون ـ حسبما قال السادات ـ فاللصوص عندما وجدوا صعوبة فى عملية التوريث بعد أن فاحت رائحة التوريث ونفر منها الشعب فإن ترشيح جمال مبارك طبقـًا لقواعد المادة 76 يكون بمثابة الأمر الذى يتعذر رفضه أو الطعن فيه فكل شئ سيتم بموجب القانون والدستور ، والحزب الذى سيتمكن من امتلاك 5% من مقاعد مجلس الشعب سيكون له حق ترشيح من يختار لرئاسة الجمهورية بينما المستقلين الشرفاء وعلى رأسهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لن يتمكنوا من ذلك بسبب شرط الـ 250 توقيع الذى وضعه اللصوص .
وعليه فإننى أرى أن الحزب الوطنى قد ضمن حاليًا زوج من أرجل كرسى الرئاسة وحجزها لجمال مبارك ، بينما أبقى الزوج الآخر لأيام مبارك الأخيرة وكأننى أرى الآن جمال مبارك وهو يجلس على مقعد الرئاسة إلى جانب والده لحين إتمام الصفقة .
صدقونى .. لولا جمال ما ترشح مبارك فالرجل أنفاسه معدودة ويستجمع كل قوته فى سبيل الوقوف على أقدامه ، لكنه فى هذه الفترة وعلى ضعفه يعد من اللوازم الهامة والضرورية من أجل تمكين المدعو جمال فى المرة القادمة ، والمرة القادمة لن تكون أبدًا بعد ست سنوات ـ عمر الولاية الخامسة لمبارك ـ كما يتصور البعض ، فبعد عام أو أكثر بقليل ستتدهور صحة مبارك أكثر مما هى عليه الآن وسيتنحى مبارك عن الحكم وسيتم الإعلان عن انتخابات جديدة يخوضها جمال مبارك أمام مجموعة أقزام ليصبح بعدها رئيسًا للبلاد ويحصل على الجزء الباقى من مقعد الرئاسة ليجلس على الكرسى كاملاً ويجلس الشعب على "خازوق" سليمان الحلبى أو بالأحرى خازوق كمال الشاذلى وصفوت الشريف وفتحى السرور عليهم وعلى من نصبهم لعنة الله والناس أجمعين .
حقيقة فإن الأعمار بيد الله لكن حسنى مبارك فى عداد الأموات منذ أمد بعيد وكل قراراته الداخلية والدولية تدل على أنه ميت وليس بحى ، ولقد شاهدناه جميعًا يوم حفل تخريج الدفعة الأخيرة لطلبة الكلية الحربية وصدره الذى كان يعمل كالأسانسير صعودًا وهبوطًا جراء بضع خطوات قطعها سيرًا على الأقدام ، وعلينا ألا ننسى يوم سقوطه مغشيًا عليه وهو يخطب فى الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى ... علينا ألا نكذب أعيننا ولا نسير خلف المنافق محمد مرجان الذى كتب نفاقـًا على صفحات الأهرام يوم الأربعاء 31 أغسطس 2005 مصورًا لنا حسنى مبارك على أنه فريد شوقى فى شجيع السيما أو رشدى أباظه مفتول العضلات حيث كتب يقول : ( وحسب معرفتى بمرشح الحزب الوطنى الرئيس حسنى مبارك فهو شعلة نشاط وخلية نحل مستمرة وكل من عمل معه يؤكد ذلك بل وأعرف أشخاصًا هربوا من الخدمة معه رغم حبهم الشديد له وقالوا إنه يحتاج إلى رجال من حديد للعمل معه ، فمبارك شخص غير عادى وطاقة جبارة وشباب متجدد وهذا من نعم الله عليه ) .
كل شئ معد الآن لإتمام باقى فصول المؤامرة الدنيئة التى سيدفع ثمنها شعب مصر الصابر ، فأمريكيًا لا يوجد فى مصر كلها من يصلح خلفـًا لمبارك غير جمال ، وجمال مبارك يقيم فى أمريكا أكثر مما يقيم فى القاهرة وقد تتلمذ على أصابع أجارم الداخل مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف وفتحى سرور وعلى أجارم الخارج مثل بوش وباول ورامسفيلد .
إن إعداد جمال مبارك لتسلم الحكم خلفـًا لوالده بدأ منذ اليوم الأول لتولى حسنى مبارك زمام السلطة فى مصر ، ولعل الدليل الدامغ على ذلك تمثل فى الرفض القاطع والمستمر لتعيين نائبًا لمبارك على الرغم من خطورة الأمر وطول مدة حكمه .
وفى كل الأحوال علينا أن نذكر دائمًا أن الله يمهل ولا يهمل وأن الله جل شأنه قادر على إبطال مكرهم .. يقول تعالى : (( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) .
علينا أن نذكر دائمًا أنه لا شئ يحدث فى ملك الله دون علمه ومشيئته وأن ما نعيشه الآن يمثل الابتلاء العظيم والفتنة الكبرى ليعلم الله من ينصر دينه ومن يخذل جنده .. من الذى يقف مع المجاهدين ومن الذى يقف مع المنافقين ... الأمر فى مجمله أشبه بالصورة التى صورها لنا المجاهد العظيم الدكتور محمد عباس حين ربط بين كرب الحسين وكرب هذه الأيام .. بين من خذلوا الحسين وبين من خذلوا بن لادن والظواهرى وأبوا مصعب الزرقاوى .. يقول الدكتور محمد عباس :
تري..
لو تأخر سيد شباب شهداء أهل الجنة إلى زماننا.. أو لو أننا تقدمنا إلى زمانه.. في أي معسكر كان يكون و في أي معسكر كنا نكون..
أقولها وقلبي ينزف.. أقولها ومخالب تنين الألم الوحشي تنهش قلبي فلا تعود المخالب إلا وقد تعلقت بها مزق لحم القلب ويقطر منها دمه.. أقولها .. أو على الأحرى أسأل:
- هل كان الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد إسماعيل يكونان في معسكر الحسين أم في معسكر ابن زياد..
أسألهما ليس لأنهما الأذل أو الأقل بل لأنهما الأجلّ.. هما القامة العالية التي لا ينبغي لها أن تنحني حتى إذا انحنى الباقون.. هما الهامة العالية التي ينبغي أن تلتزم بالعزيمة حين يلجأ الآخرون إلى الرخصة.. بل أقول أنهما هما بالذات عليهما أن يتوجا حياتهما بالاستشهاد.
أسألهما و أسأل سواهما والسؤال قرار يجب أن يتخذ في سرعة ومضة الضوء المنعكس على صفحة سيف:
- عندما يكون الموت هو الشرف الوحيد الباقي.. أننكص عنه؟.. أنهرب من قدر الله؟؟.. أمن الاستشهاد نفر؟!..
أسأل والأسئلة طوفان من المرارة العاتية:
- في أي صف كانت تكون مباحث أمن الدولة والحرس الوطني والجيش المصري والجيش السعودي والجيش السوري وجيش الخليج .. مع الحسين أم مع ابن زياد؟!....
أتساءل و الأسئلة كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ:
- أي معسكر كانت ستقصف طائراتنا وأي قلاع كانت ستدمر بوارجنا و أي لحم طاهر كانت ستسحق دباباتنا..
أتساءل والتساؤل نيران مشبوبة في القلب:
- مع من كانت صحفنا ستكون؟!.. ومانشيتات الأهرام والحياة والشرق الأوسط : كيف كانت ستصف الإرهابي الحسين ؟! كيف كانوا سيسبّونه؟.. وهل كان سبابهم سيطال جده؟!.. صلى الله عليه وسلم.. هل كان السباب يطاله؟.. لا يتجاهلن أحدكم السؤال ولا ينكرنه.. فالسباب يطال جده رغم مسافة ألف وخمسمائة عام.. وعلى الرغم من ذلك فإن صحفنا الكبرى تعتبر سباب جده رقيا وتقدما وحضارة، وبعض مفكرينا، هم الذين يفعلون ذلك. مع من كان الكتاب والمفكرون سيكونون.. ؟!.. و أنتم يا ناس.. أنت يا أمة.. مع من كنت تكونين.. وهل كان الحسين رضي الله عنه سينجو من تهمة الإرهاب؟!..
أسألكم يا ناس.. و أستحلفكم بالواحد القهار ألا تكذبوا:
- لو أن الحسين يوجد الآن.. في أي بلدة من بلاد عالمنا العربي.. فهل يوجد بلد واحد سينصره ويحميه؟!
أسألكم يا ناس.. و أستحلفكم بالواحد القهار ألا تكذبوا:
- لو أن الحسين وجد الآن.. فهل كانت توجد حكومة عربية واحدة ترفض أن تسلمه ليؤسر في جوانتانامو؟!!
أسألكم يا ناس.. فهل عرفتم قدركم.. وقدر دينكم في قلوبكم؟!.
إن مبارك فى عداد الكفره حتى ولو لم يتلفظ بالكفر فقد يتلفظ الإنسان البسيط بالكفر لينجو من عذاب الكفار لكن قلبه يظل مطمئنـًا بالإيمان ، لكن أحدًا لا يمكنه أن يفعل الكفر وهو حاكم وفى يده الصولجان والجاه والقوة ... الضعيف قد يتلفظ بالكفر اتقاء الشر وشدة العذاب وقد حدث ذلك فى عهد رسولنا الكريم من بعض الصحابة ممن سبوا الله ورسوله تحت وطأة التعذيب ، ولم يغضب رسولنا الكريم من ذلك بل نصحهم بأن يعودوا لذلك لو عاد المشركون لمثل ما فعلوا ، لكن الموقف يختلف اختلافـًا كبيرًا مع حاكم يملك كل شئ ويخضع له الجميع وعلى الرغم من ذلك يعيد من يدخل فى الإسلام إلى ملة الكفر ويسلمهم إلى زبانية جهنم ليذيقوهم أشد العذاب ... فعلها مبارك ولن يغفرها الله له ، ولو لم يفعل مبارك غير ما فعله مع الفتيات اللاتى تركوا النصرانية ودخلوا فى الإسلام لكفى ذلك وزاد ...
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة ..
وحقيقة الشيطان باتت سافرة ..
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة ..
فلنضربن بكل كف قادرة ..
لا يا عدوِ يا ظهيرًا لعدوِ ..
لا لن ترى بحرى ولا أرضى وجوى ..
لا بل سأمضى وانفجاراتى تدوى ..
إنا فدائيون .. نفنى ولا نهون .. إنا لمنتصرون .