المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفلوجي الطالع من تحت الأرض!



الفرقاني
11-09-2005, 03:34 PM
الفلوجي الطالع من تحت الأرض!

حين اتصل بطلنا (أبو جهاد) بأصدقائه في بغداد وهو ينقل لهم آخر أخبار القتال الذي كان يخوضه هو وزملاؤه المجاهدون في (الفلوجية) الثانية في ليلة حامية الوطيس من ليالي حي الجولان، لم يكونوا يتصورون أن من يتحدث معهم سيكون بعد لحظات أحد الأبطال الافذاذ الذين تتناقل وكالات الأنباء أخبار بطولاتهم المتميزة غير المسبوقة وعلى لسان ضباط الاحتلال أنفسهم الذين أعرب أحدهم لمراسل رويتر عن ذهوله هو وجنوده حين دخلوا بيتاً فلوجياً فانشقت أرضية الصالة عن نيران هائلة تحت أقدامهم لا يمكن أن تكون لمقاتل مختبئ واحد.
كان البطل صائماً ولم يذق منذ أيام سوى بعض الماء وحبة تمر واحدة كانت متبقية من آخر فطور، حين قرر بعد استشهاد الرفيقين اللذين كانا يقاتلان الى جانبه في البيت المهدم تقريباً، أن ينتقل الى الاسلوب القتالي الذي اتفق مجاهدو الفلوجة على إتباعه في حالة دخول علوج الاحتلال الى البيوت، ويتمثل هذا الاسلوب بحفر انفاق صغيرة أو النفاذ بأية طريقة اخرى الى أسفل أرضية البيت بحيث يتمكن المقاتلون من أن يكونوا تحت أرضية الصالة أو المطبخ مثلاً لينتظروا اللحظة التي تطأ فيها أقدام الغزاة قريباً من (المكامن) التحتية المبتكرة هذه، وآنذاك يفتح المقاتل النار وهو يشق الأرضية شقاً أو يلغمها ويلغم جسده، أو يقوم بالاثنين معاً سوية، وهذا هو ما فعله بطلنا بالضبط.
لكن ما لم يعرفه أصدقاء البطل حين اتصل بهم في لحظات حياته الأخيرة أنه كان ينزف من هامته الى قدميه وكانت الشظايا تملأ جسده فوق شعوره بحالة غريبة من (التنمل) في أوصاله والخدر في عروقه بدل الوهن والاعياء وربما فقدان الوعي الذي يتعرض له حتماً من يمضي خمسة أيام صائماً بلا فطور ولا سحور جراء تعرض الاحياء التي لم تزل تقاتل في المدينة الى حصارات واستهدافات اجرامية عديدة لأي مصدر غذائي بل ولأية حركة آدمية تدب في الطرقات.
لكنه قبل أن يودع أصدقاءه، غشي عليه لثوان فألقى على مسامعهم بضع كلمات عن شيء مشرق أخذ يتراءى لعينيه، وقال: الحور العين!، بحروف متقطعة، قبل أن يسترد وعيه ويلقي تحية الوداع، ثم يلبث في مكانه مغشياً عليه مرة اخرى لثوان، قبل أن يزحف الى حفرة تحت أرضية المطبخ وهو يجر معه الـ (بي. كي. سي.) بدل الرشاشة، ليضع فوهتها تحت بلاطات الأرضية المثقوبة من الاسفل ثم ليلف الحزام الناسف حول خصره ويشد أكثر من رمانة يدوية الى صدره ورجليه، ويغط في ما يشبه السبات العميق لساعات لتأمين أكبر قدر من الهدوء والسكينة لخداع قوات الغزاة واستدراجها الى الدخول الى البيت، كما كان يفعل رفاقه في بيوت اخرى.
روى شاهد عيان من بعيد أن الوقت كان يسرع نحو الغروب حين انطلقت من البيت الذي كان بطلنا يكمن فيه، كتلة هائلة حمراء ومغبرة تشبه شمس المغرب، وبعدها بقليل أخرج الغزاة تسع جثث لأوغادهم وستة جرحى مقطعي الأوصال فيما انقذفت أشلاء جثة أحدهم الى سطح الجيران، بينما خرج الضابط آمر الوحدة التي اقتحمت البيت، وهو يولول، والدماء تملأ بزته الداكنة ويطلق النيران في الاتجاهات كافة من هول الصدمة التي ألمت به، وحين وصلت رواية استشهاده الى الأصدقاء في بغداد، آنذاك أدركوا ما كان يقصده في تحية وداعه حين قال مازحاً: ((سأدوي)) الأرض تحت أقدامهم!.. السلام عليكم!.. سلّموا لي على كل الاخوان!.

عاشق بغداد
11-09-2005, 04:59 PM
هكذا هم الرجال ، جند الله في أرضه ، لهم الجنّة إن شاء الله تعالى

الله أكبر الله أكبر الله أكبر والعزّة لله ولرسوله والمؤمنين

منصور بالله
11-09-2005, 06:12 PM
الله أكبر الله أكبر الله أكبر والعزّة لله ولرسوله والمؤمنين