المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعصار كاترينا، هل سيعجل في تحرير العراق



الفرقاني
07-09-2005, 11:24 AM
إعصار كاترينا، هل سيعجل في تحرير العراق


بقلم: د. فيصل الفهد

الاعصار المدمر وما نتج عنه من تداعيات لم تكن تخطر على بال الرئيس الاميركي ستدفع ببوش الى اعادة حساباته والتفكير جديا في سحب قواته من العراق.

ميدل ايست اونلاين
رغم أن إعصار كاترينا دق جرس إنذار إلهّي شديد لبوش وادارته إلا أن الرئيس الأهوج لا يزال مصرّاً على ترويج افكاره التي ما عادت تنطلي على أحد سواه وربما بعض أفراد إدارته الذين لم يعد باستطاعتهم تغيير لغة خطاباتهم المليئة بالكذب على أنفسهم وعلى الشعوب الأميركية التي ابتليت بهم.

لقد أفرزت كارثة كاترينا جملة من الحقائق التي أصبحت مدار حديث غالبية الأميركيين ومثار سخطهم على إداراتهم ومن هذه الحقائق.


أولاً: عدم اهتمام وتقصير إدارة بوش عن تهيئة المستلزمات واتخاذ الإجراءات التي من شأنها مواجهة إعصار كاترينا والتقليل من خسائره المحتملة. ففي حين ادعت الجهات الأميركية عدم معرفتها بالدقة باحتمالية حدوث كارثة سونامي في بداية هذا العام (رغم أن الوقائع لاحقاً أثبتت عكس ذلك) وأدى ذلك المد البحري إلى خسائر بشرية ومادية رهيبة وربما يقول قائل أن تلك الشعوب ليست أميركية وإدارة بوش غير معنية أو مسؤولة لما يحدث لها....؟! إلا أنه في حالة إعصار كاترينا فإن الموضوع كان معروفا ومتوقعا حدوثه وأنه كان يستهدف ولايات مهمة في جنوب الولايات المتحدة ومع ذلك فأن الإدارة الأميركية لم تتخذ الإجراءات المطلوبة لمواجهة الإعصار بما يوازيه من أهمية.


ثانياً: أثبت إعصار كاترينا أن إدارة بوش أعدت وهيئت لعدوانها على العراق كل التفاصيل في حين لم يظهر ذلك في مواجهة الإعصار وهذا دليل على أن بوش وإدارته يهتمون بمغامراتهم الخارجية أكثر من اهتمامهم بالشعوب الأميركية.


ثالثاً: اعتبر كثيرون طريقة تعامل بوش وإدارته مع الإعصار قبل وأثناء حدوثه نوع صارخ من التمييز العنصري لأن غالبية سكان تلك الولايات من السود ذوي الأصول الأفريقية.

رابعاً: أثبت هذا الإعصار حقيقة واقع الشعوب الأميركية التي تعاني من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية وأخلاقية فبمجرد وقوع الإعصار انتشرت الفوضى والسرقات والقتل والاغتصاب في بلد يحاول رئيسه تصدير نمط حرياته وديمقراطياته إلى العالم (بالقوة) وهذه ليست المرة الأولى التي يحث فيها هذا بل سبقها مرات عديدة وهذا يعني أن على بوش وأي رئيس أميركي الالتفات إلى شعوبهم ويهتموا بها تربوياً وأخلاقياً واقتصادياً وديمقراطياً قبل أن يوجهوا اهتماماتهم إلى دول أخرى لاسيما تلك التي لا تزال شعوبها أكثر تمسكاً بالأخلاق من الشعوب الأميركية.


خامساً: ظهر بوضوح أن عدوان بوش على العراق واحتلاله وإرسال مئات الآلاف من جنود أميركا بكل إمكانياتهم وطائراتهم قد أضعف قدرات حكومة بوش عن مواجهة أية احتمالات لحالات الطوارئ وأن بوش فضل أن يضحي بعشرات الآلاف من الأميركيين (السود) على أن يسحب جندي واحد أو طائرة واحدة من العراق وهذا ما سيترتب على بوش وإداراته وحزبه نتائج وخيمة ستظهر خلال الأيام القادمة علماً بأن عدد الجنود الموجودين في العراق من هذه الولاية (نيوأورلينز) أكثر من سبعة آلاف جندي، وأشارت المعلومات أنهم أعلنوا تمردهم على السلطات العسكرية وطالبوا بإعادتهم إلى ولايتهم للمساهمة في عمليات الإنقاذ هناك.


سادساً: أظهر إعصار كاترينا هشاشة وضعف كثير من البنى الارتكازية ومنها السدود التي لم تصمد أمام أول اختبار في استخدامها وهذا يثير تساؤلات وشكوك في جدية الحكومات الفدرالية في إيجاد البنى التي يمكن أن تحمي الشعوب الأميركية وتعد هذه المسألة بمثابة تجربة مفزعة ثانية في كشف عورات الولايات المتحدة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر وأكدت ضعف الجدار الأمني الأميركي الذي طالما تمشدقت به الحكومات الأميركية.


سابعاً: كشف الإعصار ضعفاً واضحاً في ميكانيكية حركة الحكومة الفدرالية وقدرتها المشلولة عن أن تستجيب بالسرعة المطلوبة لتقديم المساعدة للولايات التي تتعرض للكوارث أياً كانت.


ثامناً: إن عمليات السلب والنهب والاغتصاب والحرائق وفقدان الأمن بسرعة فائقة لاسيما في ولايات تعد الأبرز في مجالات النشاطات الثقافية والفنية تدلل بوضوح على هشاشة البنى التحتية (الاجتماعية) للمجتمع الأميركي... فإذا كانت الولايات المتميزة حضارياً وثقافياً هكذا... فما هو حال الولايات الأميركية الأخرى؟!

تاسعاً: ومن الحقائق المهمة أن الحكومة المحلية والحكومة الفدرالية تعلم جيداً أن سكان هذه الولايات وبالذات نيو أورلينز أغلبهم من الفقراء الذين لا يملكون وسائط نقل أو أموال لتسعفهم على مغادرة الولاية ومع ذلك لم تتصرف حكومة بوش كما يجب في الوقت المناسب؟!


ما الذي سيرتبه إعصار كاترينا على بوش وإدارته؟


بدأ بوش (كعادته) باللف والدوران في زيارته (مرتين) لبعض المناطق الأقل تضرراً من الإعصار وصرح لوسائل الإعلام أنه أرسل أكثر من ثلاثين ألف جندي للمساعدة في أعمال الإغاثة ولم تمض فترة قليلة حتى خرجت حاكم الولاية المنكوبة لتشكك في ارقام الرئيس وأن عدد الجنود الذين أرسلتهم الحكومة الفيدرالية لا يتعدى ألف وخمسمائة جندي.

 يعد الأسبوع الماضي أسوء أسبوع (ربما) في حياة بوش كلها فقد جاء هذا الإعصار في وقت تزايدت فيه الضغوط والانتقادات على بوش وإدارته في مسألة سوء سياستهم في العراق بما يعني هذا الإعصار كان يمثل أكثر من نكبة على بوش وزمرته.

 سيكون هذا الإعصار فرصة لا تعوض للديمقراطيين وكل منتقدي السياسة الأميركية الخارجية للنيل من بوش وإدارته لاسيما في الانتخابات الفصلية الأميركية القريبة القادمة.

 حاول بوش وإدارته في البداية التقليل إعلامياً من ضخامة ما حدث في الولايات الجنوبية نتيجة الإعصار إلا أن هذا زاد من محنة بوش وفي نفس الوقت زاد من حدة الهجوم عليه لأنه لم يعط هذا الموضوع الخطير أهميته المطلوبة وحاول أن يعتم عليه أمام وسائل الإعلام.

 يواجه بوش أساساً مشاكل اقتصادية صعبة منها زيادة تكاليف العدوان على العراق واحتلاله وارتفاع العجز في الميزانية الأميركية وزيادة حدة البطالة وارتفاع أسعار النفط حيث وصل سعر البرميل في نيويورك الاثنين الماضي أكثر من خمسة دولارات إضافة إلى انخفاض سعر صرف الدولار أمام نظيره اليورو.

 أتهم خصوم بوش بأنه يبدد الثروات الوطنية الأميركية لأنه ينفق أكثرها في حربه على العراق وإعماره (يبدو أن الأميركيين لا يعلمون بالدقة ماذا يحصل في العراق من تسيب في الانفاق وصل حد السرقات لثروات العراق وثروات أميركا في نفس الوقت) كذلك يتهمه هؤلاء بأنه حرم الشعب الأميركي من فرصة الاستفادة من قواته المسلحة (أكثر من 160 ألف جندي) والتي كان يمكن أن تقلل من الفواجع التي أصابت الأميركيين جراء الإعصار.

 ارجع كثير من الأميركيين لاسيما السود منهم وبالتحديد أعضاء مهمين في الكونغرس أن عدم استجابة بوش وضعف تأخره في التحرك كان لأسباب عرقية إضافة إلى أن سكان هذه الولايات من المؤيدين للحزب الديمقراطي وهذا يعني أن بوش يفرق بين الأميركيين على أسس عرقية وحزبية وهذا ما سيرتب عليه نتائج وخيمة إن استثمروها الديمقراطيون بعناية.

 قلل بوش من حجم الخسائر البشرية في تصريحاته في حين ذكرت مصادر بحثية موثوق بها أن الخسائر البشرية (لحد الآن) وصلت إلى أكثر من 25 ألف قتيل هذا عدا ما لم يتم حصره من خسائر أخرى جراء استمرار وجود المياه التي غطت ولاية أورلينز وعدم تحديد أعداد كبيرة لا يزال مصيرهم مجهول لحد الآن (بين قتلى ومفقودين).

 سيواجه بوش مشكلة كبيرة نتيجة انتحار أعداد من الشرطة وموت أكثر من خمسمائة آخرين وعدم معرفة مصير أعداد كبيرة منهم وهذه ظاهرة ربما تكون فريدة من نوعها.

 سيواجه بوش مشكلة بالنسبة للجنود الأميركيين الموجودين في العراق فماذا سيكون رد فعلهم وهم يرون موت أهاليهم بسبب عدم تقديم حكومة بوش المساعدات لهم؟! في حين أرسلهم بوش إلى حرب تستنزفهم ولا يدركون مغزاها!!

 لقد ربطت إحدى النساء بطريقة ملفتة للانتباه بين ما جرى من فقدان أمن وسرقات ونهب واغتصاب في المدن المنكوبة وبين ما حدث ولا يزال في العراق وهذا يعني أنه حتى المواطن البسيط أصبح يدرك العلاقة المباشرة بين ما حدث في هذه الولايات والعدوان الأميركي على الشعب العراقي.

 إن المشاكل الأساسية لم يواجهها بوش بعد لأن الشعوب الأميركية مهتمة بمعالجة الحالة الآنية الآن إلا أن الأمور التي سيواجهها لاحقاً وستصيب بوش بالهلع هو نتائج الإعصار مثل معالجة الدمار في هذه الولايات ومواجهة انتشار الأوبئة وتسرب المواد الكيماوية والبحث عن جثث الموتى وتحللها وإيجاد سكن لأكثر من مائة ألف مشرد و200 ألف طفل بلا عناية ومأوى وتعويضهم لأن سير الأحداث تدلل أن هؤلاء المشردون سيلجأون إلى طلب التعويض لأنهم يحملون حكومة بوش المسؤولية الكاملة عما حدث وما ترتب عليه.

 سيواجه بوش إضافة إلى ما تقدم المسائل الأساسية التالية:

- كيف سيبرر تلكؤه في معالجة الكارثة.

- كيف سيواجه فشلة في ترسيخ سياسة بيئية مناسبة في أميركا.

- هل أن الذي حدث هو فشل في الفلسفة السياسية للحزب الجمهوري أم فشل في إدارة بوش.

- هل أن احتلال العراق أو الاستمرار في احتلاله كان له علاقة مباشرة في فشل الإدارة الأميركية في القيام بواجباتها اتجاه شعبها في هذه الكارثة أو غيرها من المشاكل العصيبة.

- هل ستكون هذه الكارثة فرصة أمام إدارة بوش للخروج (تحت خيمة الاضطرار) من ورطته في العراق.


§ لأول مرة في تاريخ أميركا الحديث تتنازل هذه الدولة المتغطرسة المتعالية المغرورة وتقبل المساعدات من الدول الأخرى ومن الأمم المتحدة وبذلك أصبح حالها حال أية دولة أخرى في هذه الكرة الأرضية وهذا يحدث أيضاً بسبب فشل إدارة بوش.


وتأسيساً على ما تقدم نعتقد جازمين (رغم كل ما أصاب إدارة بوش من ضربات موجعة وفاعلة) أن هذه الكارثة ربما ستعيد الوعي والعقلانية إلى عقل الرئيس بوش العنيد وستدفعه باتجاه أن يعيد حساباته أو يستعجل قبوله بأهون الشرين ويسحب قواته تحت غطاء الضغط الشعبي وحاجة "الأمة الأميركية" لأبنائها داخل أميركا ويتركوا العراق للعراقيين.

نتمنى أن يتعقل بوش ويحافظ على ما تبقى له من رصيد وشعبية لما تبقى من حكمه الذي عرّض فيه أميركا وحزبه إلى أوضاع سيئة لم تكن لتخطر ببال أحد من شعبها!

د. فيصل الفهد

أبو شمخي
08-09-2005, 08:20 AM
كاترينا كشف المستور
وضح جليا بأن كل جيش أمريكا وشرطتها في العراق ولم يبق هناك إلا حراس ليليين يفقدون الوعي أول الليل سكارى.
كل العالم يعلم بأن أمريكا تكذب ليل نهار ولكن الطامة قنوات وفضائيات العربجرب التي كررت وتكرر يوميا بأن عدد جيش أمريكا في العراق مائة وخمس وثلاثين ألف جندي فقط... بينما الواقع يقول بأنهم أكثر من مليون ونصف.
وهاهي عشرات الملايين من الشعب الأمريكي أصبحوا تحت رحمة قطاع الطرق واللصوص ومجرمي الكوارث الطبيعية... فأين جيش وشرطة أمريكا قراندايزر ورامبو العالم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نفسي أجد إجابة شافية