منصور بالله
07-09-2005, 05:27 AM
صور صدام ترتفع في العراق وشعبية بوش تنخفض بامريكا
المقاومة العراقية تخوض حرب شوارع ببغداد وقوات الاحتلال تعترف بعجزها عن السيطرة
سبحان مغير الاحوال، ففي الوقت الذي انخفضت فيه شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش الى ادنى مستوياتها منذ اربع سنوات ونصف، عادت الهتافات المؤيدة والمناصرة للرئيس صدام حسين بالظهور علنا بقوة الى الساحة العراقية خلال المظاهرات التي جابت العديد من المدن والبلدات مطالبة بعودة العراق الى حظيرته القومية وامته العربية، ونبذ المخططات الطائفية والشعوبية·
ففي بعقوبة فرقت قوات الامن العراقي المستخذية للاحتلال بالرصاص الحي يوم الجمعة الماضي تظاهرة شارك فيها آلاف العراقيين من انصار الرئيس صدام معلنين رفضهم للدستور المقبل للبلاد·
وانطلقت التظاهرة صباحا وسط بعقوبة بمشاركة رجال من مختلف الاعمار تجمعوا من مناطق مختلفة في محافظة ديالي ذات الغالبية السنية·
ورفع المتظاهرون الذين انطلقوا في الشوارع الرئيسة وسط المدينة صوراً للرئيس العراقي صدام حسين واعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها "البعث يبقى صامد·· دستوركم ما بيه سند" و"بالروح بالدم نفديك يا صدام" و"بالروح بالدم نفديك يا عراق" كما هتفوا "بوش بوش اسمع زين·· كلنا نحب صدام حسين"·
وتولى عدد من المتظاهرين غير المسلحين بتنظيم وحماية رفاقهم لمنع "تسلل الغرباء بينهم"·
وقال احد حاملي صور الرئيس السابق، واسمه خالد محمد 40 عاماً "نرفض الدستور لانه واضح من عنوانه يريد تقسيم العراق بالفدرالية التي هي مخطط امريكي"·
وبحسب رواية وكالة "قدس برس" فأن مسلحين من فصائل المقاومة العراقية قاموا بتوفير الحماية للمتظاهرين الذين شاركوا في هذه المظاهرة التي تعد واحدة من اضخم التظاهرات التي انطلقت في بعقوبة، غير انها وقبل ان تصل الى مبنى محافظة ديالى قامت عناصر من قوات التدخل السريع باطلاق النار على المتظاهرين من اجل تفريق التظاهرة، الامر الذي ادى الى جرح نحو ستة من المتظاهرين، بحسب مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام·
وفي كركوك تظاهر آلاف العراقيين مطالبين بعدم ادراج اية فقرة في مسودة الدستور العراقي تسيء الى حزب البعث·
وحمل المتظاهرون الذين كان اغلبهم من ابناء العشائر العربية التي تسكن مناطق متاخمة لكركوك اعلاما عراقية وصور صدام ولافتات كتب عليها "البعثيون عراقيون مخلصون" و"كلا للفدرالية"·
وكتب على لافتات اخرى "العراق وطن الجميع"، و"الخزي والعار للعملاء ومنفذي مشاريع التقسيم والتجزئة" و"عراقية كركوك طوق لا يمكن انزاله من رؤوس العرب"، و"نجاهد ضد من يمحون هويتنا العربية"·
وقال الشيخ برهان مزهر العاصي احد ابرز شيوخ قبيلة العبيد في العراق لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن نرفض مسودة الدستور بشكلها الحالي"·
واضاف "لدينا اعتراضات ومطالب اهمها اننا نريد الحفاظ على هوية العراق العربية والقومية ونريد ان يبقى وطننا موحداً يضمن حقوق الجميع"·
واوضح العاصي ان "مسودة الدستور تتضمن افكاراً خطيرة وظالمة وخصوصاً في ما يتعلق بمسألة اجتثاث البعث ومعاقبة المتعاطفين معه وكأن البعث غير موجود الا في مناطقنا العربية السنية"·
وتابع "كما نرفض مبدأ الفدرالية الخاصة بجنوب العراق لاننا نريد البقاء موحدين في بلدنا"·
وطالب المتظاهرون كل العرب في الوطن العربي بمساندة اخوانهم في العراق لضمان وحدة العراق وعدم الحاق كركوك الى اي اقليم كردستاني لانها صمام امان وتلاق لكل العراقيين عرباً واكراداً وتركمانا ومسيحيين·
واطلق بعض المتظاهرين الذين كانوا يحملون الاسلحة عيارات نارية في الهواء·
وقال اللواء نوري البطوشي احد كبار جنرالات الجيش العراقي السابق الذي كان يشارك في المظاهرة وهو يرتدي الزي العربي "اننا كعرب واجب علينا ان نسعى بكل ما اوتينا من قوة وشجاعة وعقلية وفكر امني وعسكري للدفاع عن وحدة العراق"·
واضاف "يكفي لنا مهاترات كلامية وصراعات وصفقات خائبة قام بها عملاء الاحتلال الذين جاءوا للاستحواذ على السلطة متصورين ان العرب في مناطق الوسط سوف يبقون ساكتين"·
وتابع "اننا لنا كل الخيارات والطرق وقادرين على اشعال العراق بكامله"·
ومن جانبه، حذر الشيخ عبد الكريم خلف الجبوري كل القوى والاطراف السياسية الحاكمة في العراق من ان "العرب السنة في مدن الموصل وكركوك وتكريت وبعقوبة ومحافظة الانبار اذا ما شعروا انهم مبعدون ومحاربون ومهمشون فانهم مصممون على افشال الدستور واعادة العراق الى المربع الاول لخلق التوازنات"·
ودعا كل عربي سني "للمشاركة في العملية السياسية من خلال تسجيل اسماء الناخبين والعمل على التوعية من خلال حضور الندوات في المساجد والجوامع وكل منبر يصل صوت العرب ويوحدهم لمواجهة التحديات القادمة"·
على صعيد متصل ذكرت وكالة قدس برس ان نحو الفي مواطن عراقي تظاهروا في قضاء الدورة، مسقط رأس نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق عزة الدوري، التابع لمحافظة صلاح الدين، للتنديد بالدستور العراقي، مرددين شعارات تنادي بعودة حزب البعث العراقي، وذلك في اول ردة فعل على تقديم مسودة الدستور العراقي الى الجمعية الوطنية·
فقد هتف المتظاهرون الذين ساروا في الشارع الرئيسي لبلدة الدورة، مرددين شعارات "ليسقط الدستور الذي كتبته الايدي الصهيونية"، و"بالروح بالدم نفديك يا صدام"، في اشارة للرئيس العراقي لدى القوات الامريكية، و"بالروح بالدم نفديك يا عزة"، في اشارة ايضاً الى نائب رئيس الجمهورية عزة الدوري، كما اكد المتظاهرون تمسكهم بحزب البعث، كوعاء يجمع كل العراقيين·
وشارك في المظاهرة عناصر من الشرطة والحرس الوطني وموظفي الدولة، تقدمهم قائم مقام القضاء عثمان عبد الكريم حيث طالب المتظاهرون بوقف ما وصفوه بـ "مشاريع بتقسيم العراق"، واعربوا عن تصميمهم على الوقوف في وجه اي مخطط، يهدف الى انتزاع العراق من عروبته ووحدته·
وتأتي هذه المظاهرة في الوقت الذي شهدت فيه عملية كتابة الدستور العراقي الكثير من التجاذبات بين القوى السياسية العراقية، الامر الذي دفع الشيعة والاكراد الى محاولة تمرير مسودة الدستور بمعزل عن العرب السنة·
وفيما يستعيد الرئيس صدام شعبيته وحضوره في بلاده، يواجه الرئيس الامريكي جورج بوش تراجعاً كبيراً في مستوى شعبيته بسبب استياء الامريكيين من الحرب في العراق، الامر الذي جعله يخوض حرب علاقات عامة واسعة لتحسين صورته·
فقد انخفضت شعبيته خلال الشهر الماضي، حين ارتفعت نسبة عدم الموافقة على طريقة ادائه لعمله ما بين 54 و58 في المئة، كما انخفضت شعبيته هذا الشهر بنسبة تراوحت ما بين 36 و45 في المئة، اي بتراجع كبير عن الشهر الماضي·
واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب ونشر يوم الجمعة المنصرم ان شعبية بوش وصلت ادنى مستوى لها خلال اربع سنوات ونصف السنة، حيث اعرب 56% من الامريكيين عن عدم رضاهم عن اداء بوش مقابل 40% حاز رضاهم·
وتوقعت محطة سي·ان·ان، ووكالة اسوشيتدبرس، وصحيفة وول ستريت جورنال ان تشهد شعبية بوش مزيداً من الانخفاض بسبب تنامي التيار المعارض للحرب على العراق، وتزايد اعداد الجنود القتلى الذين تصرعهم المقاومة العراقية المسلحة·
ومن المتوقع ان يلقي بوش خطاباً يوم غد الثلاثاء محاولاً استرجاع بعض شعبيته قبل عودة الامريكيين من عطلتهم الصيفية الاسبوع المقبل، وذلك فيما بات تشبيه ما يجري في العراق بالنسبة للامريكيين بحرب فيتنام، هو ديدن معظم استطلاعات الرأي وسائر المجموعات اليسارية والليبرالية المرتبطة بحركة الشارع الامريكي·
وكانت شوارع بغداد قد تحولت الى ساحة حرب حقيقية مع بدايات فجر يوم الاربعاء الماضي بين العشرات من المسلحين العراقيين وقوات الشرطة العراقية، في الوقت الذي هاجم فيه اكثر من اربعين مسلحاً عدداً من نقاط التفتيش غرب بغداد·
وقالت الشرطة العراقية ان اشتباكات عنيفة اندلعت في الوقت الذي امكن مشاهدة نحو 40 مسلحاً بعضهم يضع اقنعة وهم يلوحون بالسلاح في شوارع حي الجامعة بغرب المدينة بعد قليل من مهاجمة نقاط التفتيش بقذائف صاروخية ونيران المدافع·
وقال مصور رويترز ان النار شبت في ست عربات للشرطة على الاقل وانه امكن سماع نيران الاسلحة وانفجارات·
واعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان 15 شخصاً قتل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في هذه المواجهات·
وذكرت الشرطة انها طلبت تعزيزات من القوات الامريكية للتصدي للهجمات·
على صعيد متصل اعترف مدير عمليات القيادة الوسطى الامريكية في العراق وافغانستان الميجر جنرال دوغلاس لوت، ان قوات التحالف والسلطة المركزية العراقية "العميلة للاحتلال" غير قادرة على السيطرة على بعض البلدات العراقية، في اشارة الى بلدة حديثة·
وقال الجنرال لوت في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية ان "المقاومة" تعتمد على مناطق تعتبرها ملاذاً آمنا جغرافياً لتطلق عملياتها، مثلما كانت الفلوجة سابقاً تشكل هذا الملاذ الآمن·
وحدد الضابط الامريكي هذه المنطقة الجغرافية في العراق بانها تمتد من بلدة القائم الى العاصمة بغداد على امتداد نهر الفرات، مشيراً الى ان القوات العراقية وقوات التحالف ليست بمستوى النضوج المطلوب لخلق وضع مستقر هناك مما يساعد المقاومة على السيطرة على البلدات·
وفي محاولة لايجاد مبرر لعجز قوات الاحتلال عن مواجهة المقاومة والتصدي لها، قال الجنرال لوت ان افضل طريقة لمواجهة المسلحين واخراجهم من المناطق التي يسيطرون
المقاومة العراقية تخوض حرب شوارع ببغداد وقوات الاحتلال تعترف بعجزها عن السيطرة
سبحان مغير الاحوال، ففي الوقت الذي انخفضت فيه شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش الى ادنى مستوياتها منذ اربع سنوات ونصف، عادت الهتافات المؤيدة والمناصرة للرئيس صدام حسين بالظهور علنا بقوة الى الساحة العراقية خلال المظاهرات التي جابت العديد من المدن والبلدات مطالبة بعودة العراق الى حظيرته القومية وامته العربية، ونبذ المخططات الطائفية والشعوبية·
ففي بعقوبة فرقت قوات الامن العراقي المستخذية للاحتلال بالرصاص الحي يوم الجمعة الماضي تظاهرة شارك فيها آلاف العراقيين من انصار الرئيس صدام معلنين رفضهم للدستور المقبل للبلاد·
وانطلقت التظاهرة صباحا وسط بعقوبة بمشاركة رجال من مختلف الاعمار تجمعوا من مناطق مختلفة في محافظة ديالي ذات الغالبية السنية·
ورفع المتظاهرون الذين انطلقوا في الشوارع الرئيسة وسط المدينة صوراً للرئيس العراقي صدام حسين واعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها "البعث يبقى صامد·· دستوركم ما بيه سند" و"بالروح بالدم نفديك يا صدام" و"بالروح بالدم نفديك يا عراق" كما هتفوا "بوش بوش اسمع زين·· كلنا نحب صدام حسين"·
وتولى عدد من المتظاهرين غير المسلحين بتنظيم وحماية رفاقهم لمنع "تسلل الغرباء بينهم"·
وقال احد حاملي صور الرئيس السابق، واسمه خالد محمد 40 عاماً "نرفض الدستور لانه واضح من عنوانه يريد تقسيم العراق بالفدرالية التي هي مخطط امريكي"·
وبحسب رواية وكالة "قدس برس" فأن مسلحين من فصائل المقاومة العراقية قاموا بتوفير الحماية للمتظاهرين الذين شاركوا في هذه المظاهرة التي تعد واحدة من اضخم التظاهرات التي انطلقت في بعقوبة، غير انها وقبل ان تصل الى مبنى محافظة ديالى قامت عناصر من قوات التدخل السريع باطلاق النار على المتظاهرين من اجل تفريق التظاهرة، الامر الذي ادى الى جرح نحو ستة من المتظاهرين، بحسب مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام·
وفي كركوك تظاهر آلاف العراقيين مطالبين بعدم ادراج اية فقرة في مسودة الدستور العراقي تسيء الى حزب البعث·
وحمل المتظاهرون الذين كان اغلبهم من ابناء العشائر العربية التي تسكن مناطق متاخمة لكركوك اعلاما عراقية وصور صدام ولافتات كتب عليها "البعثيون عراقيون مخلصون" و"كلا للفدرالية"·
وكتب على لافتات اخرى "العراق وطن الجميع"، و"الخزي والعار للعملاء ومنفذي مشاريع التقسيم والتجزئة" و"عراقية كركوك طوق لا يمكن انزاله من رؤوس العرب"، و"نجاهد ضد من يمحون هويتنا العربية"·
وقال الشيخ برهان مزهر العاصي احد ابرز شيوخ قبيلة العبيد في العراق لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن نرفض مسودة الدستور بشكلها الحالي"·
واضاف "لدينا اعتراضات ومطالب اهمها اننا نريد الحفاظ على هوية العراق العربية والقومية ونريد ان يبقى وطننا موحداً يضمن حقوق الجميع"·
واوضح العاصي ان "مسودة الدستور تتضمن افكاراً خطيرة وظالمة وخصوصاً في ما يتعلق بمسألة اجتثاث البعث ومعاقبة المتعاطفين معه وكأن البعث غير موجود الا في مناطقنا العربية السنية"·
وتابع "كما نرفض مبدأ الفدرالية الخاصة بجنوب العراق لاننا نريد البقاء موحدين في بلدنا"·
وطالب المتظاهرون كل العرب في الوطن العربي بمساندة اخوانهم في العراق لضمان وحدة العراق وعدم الحاق كركوك الى اي اقليم كردستاني لانها صمام امان وتلاق لكل العراقيين عرباً واكراداً وتركمانا ومسيحيين·
واطلق بعض المتظاهرين الذين كانوا يحملون الاسلحة عيارات نارية في الهواء·
وقال اللواء نوري البطوشي احد كبار جنرالات الجيش العراقي السابق الذي كان يشارك في المظاهرة وهو يرتدي الزي العربي "اننا كعرب واجب علينا ان نسعى بكل ما اوتينا من قوة وشجاعة وعقلية وفكر امني وعسكري للدفاع عن وحدة العراق"·
واضاف "يكفي لنا مهاترات كلامية وصراعات وصفقات خائبة قام بها عملاء الاحتلال الذين جاءوا للاستحواذ على السلطة متصورين ان العرب في مناطق الوسط سوف يبقون ساكتين"·
وتابع "اننا لنا كل الخيارات والطرق وقادرين على اشعال العراق بكامله"·
ومن جانبه، حذر الشيخ عبد الكريم خلف الجبوري كل القوى والاطراف السياسية الحاكمة في العراق من ان "العرب السنة في مدن الموصل وكركوك وتكريت وبعقوبة ومحافظة الانبار اذا ما شعروا انهم مبعدون ومحاربون ومهمشون فانهم مصممون على افشال الدستور واعادة العراق الى المربع الاول لخلق التوازنات"·
ودعا كل عربي سني "للمشاركة في العملية السياسية من خلال تسجيل اسماء الناخبين والعمل على التوعية من خلال حضور الندوات في المساجد والجوامع وكل منبر يصل صوت العرب ويوحدهم لمواجهة التحديات القادمة"·
على صعيد متصل ذكرت وكالة قدس برس ان نحو الفي مواطن عراقي تظاهروا في قضاء الدورة، مسقط رأس نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق عزة الدوري، التابع لمحافظة صلاح الدين، للتنديد بالدستور العراقي، مرددين شعارات تنادي بعودة حزب البعث العراقي، وذلك في اول ردة فعل على تقديم مسودة الدستور العراقي الى الجمعية الوطنية·
فقد هتف المتظاهرون الذين ساروا في الشارع الرئيسي لبلدة الدورة، مرددين شعارات "ليسقط الدستور الذي كتبته الايدي الصهيونية"، و"بالروح بالدم نفديك يا صدام"، في اشارة للرئيس العراقي لدى القوات الامريكية، و"بالروح بالدم نفديك يا عزة"، في اشارة ايضاً الى نائب رئيس الجمهورية عزة الدوري، كما اكد المتظاهرون تمسكهم بحزب البعث، كوعاء يجمع كل العراقيين·
وشارك في المظاهرة عناصر من الشرطة والحرس الوطني وموظفي الدولة، تقدمهم قائم مقام القضاء عثمان عبد الكريم حيث طالب المتظاهرون بوقف ما وصفوه بـ "مشاريع بتقسيم العراق"، واعربوا عن تصميمهم على الوقوف في وجه اي مخطط، يهدف الى انتزاع العراق من عروبته ووحدته·
وتأتي هذه المظاهرة في الوقت الذي شهدت فيه عملية كتابة الدستور العراقي الكثير من التجاذبات بين القوى السياسية العراقية، الامر الذي دفع الشيعة والاكراد الى محاولة تمرير مسودة الدستور بمعزل عن العرب السنة·
وفيما يستعيد الرئيس صدام شعبيته وحضوره في بلاده، يواجه الرئيس الامريكي جورج بوش تراجعاً كبيراً في مستوى شعبيته بسبب استياء الامريكيين من الحرب في العراق، الامر الذي جعله يخوض حرب علاقات عامة واسعة لتحسين صورته·
فقد انخفضت شعبيته خلال الشهر الماضي، حين ارتفعت نسبة عدم الموافقة على طريقة ادائه لعمله ما بين 54 و58 في المئة، كما انخفضت شعبيته هذا الشهر بنسبة تراوحت ما بين 36 و45 في المئة، اي بتراجع كبير عن الشهر الماضي·
واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب ونشر يوم الجمعة المنصرم ان شعبية بوش وصلت ادنى مستوى لها خلال اربع سنوات ونصف السنة، حيث اعرب 56% من الامريكيين عن عدم رضاهم عن اداء بوش مقابل 40% حاز رضاهم·
وتوقعت محطة سي·ان·ان، ووكالة اسوشيتدبرس، وصحيفة وول ستريت جورنال ان تشهد شعبية بوش مزيداً من الانخفاض بسبب تنامي التيار المعارض للحرب على العراق، وتزايد اعداد الجنود القتلى الذين تصرعهم المقاومة العراقية المسلحة·
ومن المتوقع ان يلقي بوش خطاباً يوم غد الثلاثاء محاولاً استرجاع بعض شعبيته قبل عودة الامريكيين من عطلتهم الصيفية الاسبوع المقبل، وذلك فيما بات تشبيه ما يجري في العراق بالنسبة للامريكيين بحرب فيتنام، هو ديدن معظم استطلاعات الرأي وسائر المجموعات اليسارية والليبرالية المرتبطة بحركة الشارع الامريكي·
وكانت شوارع بغداد قد تحولت الى ساحة حرب حقيقية مع بدايات فجر يوم الاربعاء الماضي بين العشرات من المسلحين العراقيين وقوات الشرطة العراقية، في الوقت الذي هاجم فيه اكثر من اربعين مسلحاً عدداً من نقاط التفتيش غرب بغداد·
وقالت الشرطة العراقية ان اشتباكات عنيفة اندلعت في الوقت الذي امكن مشاهدة نحو 40 مسلحاً بعضهم يضع اقنعة وهم يلوحون بالسلاح في شوارع حي الجامعة بغرب المدينة بعد قليل من مهاجمة نقاط التفتيش بقذائف صاروخية ونيران المدافع·
وقال مصور رويترز ان النار شبت في ست عربات للشرطة على الاقل وانه امكن سماع نيران الاسلحة وانفجارات·
واعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان 15 شخصاً قتل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في هذه المواجهات·
وذكرت الشرطة انها طلبت تعزيزات من القوات الامريكية للتصدي للهجمات·
على صعيد متصل اعترف مدير عمليات القيادة الوسطى الامريكية في العراق وافغانستان الميجر جنرال دوغلاس لوت، ان قوات التحالف والسلطة المركزية العراقية "العميلة للاحتلال" غير قادرة على السيطرة على بعض البلدات العراقية، في اشارة الى بلدة حديثة·
وقال الجنرال لوت في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية ان "المقاومة" تعتمد على مناطق تعتبرها ملاذاً آمنا جغرافياً لتطلق عملياتها، مثلما كانت الفلوجة سابقاً تشكل هذا الملاذ الآمن·
وحدد الضابط الامريكي هذه المنطقة الجغرافية في العراق بانها تمتد من بلدة القائم الى العاصمة بغداد على امتداد نهر الفرات، مشيراً الى ان القوات العراقية وقوات التحالف ليست بمستوى النضوج المطلوب لخلق وضع مستقر هناك مما يساعد المقاومة على السيطرة على البلدات·
وفي محاولة لايجاد مبرر لعجز قوات الاحتلال عن مواجهة المقاومة والتصدي لها، قال الجنرال لوت ان افضل طريقة لمواجهة المسلحين واخراجهم من المناطق التي يسيطرون